ما هو سر (الفاخر)؟
لن أنكر أنني صدقت (والمؤمن صديق) تصريحات السادة في شركة (الفاخر) عبر مؤتمر صحفي في مقر (طيبة برس) قبل أسابيع، وكلها كانت تصريحات مثالية عن ضرورة التسامي من أجل الوطن، وضرورة أن تسهم رؤوس الأموال الوطنية في إنقاذ اقتصاد البلاد المنهار، ويومها قلت ومالو؟ فلنعطِ (الفاخر) فرصة أن تثبت حسن النوايا، لاسيما وأن إدارتها دقت صدرها، وتصدت لارتفاع الدولار الجنوني، وقالت إنها ستكبح جماح هذا الوغد المجنون الذي فلت، وأصبح من غير سقف ولا حدود، لكن طوال الأيام الماضية ظل اسم (الفاخر) يطل بشكل كبير ومحير وغامض، وهي تحتكر أيضاً، إلى جانب تصدير الدهب استيراد الوقود والغاز والقمح، وثلاثتها سلع إستراتيجية ومهمة، وممكن تثبت الحكومة وممكن تجيب أجلها، وحتى أستفسر الأمر وأستجلي حقيقة الخبر اتصلت على الأخ “محمود” رئيس مجلس الإداره الذي أكد لي أنهم بالفعل حازوا على هذه الصفقة، ليس تفضيلاً ولا تمييزاً لكنهم نافسوا شركات أخرى، وقدموا أفضل الأسعار، لذلك انفردوا بالصفقة، وقلت له بالحرف الواحد يعني انتو الشركة الوحيدة في السودان التي لديها القدرة المالية والإمكانيات التي تجعلها محل ثقة الحكومة عشان تسلمكم رقبة البلد؟ وقلت له لماذا لا تخرج أي من وزارتي الطاقة والمالية ببيان يوضح الحقائق ويخرج الشركة من دائرة الاشتباه بالمحاباة والمحاصصة ويخرج الحكومة من دائرة الاشتباه بالفساد الواضح؟ وطبعاً لم تخرج وزارة الطاقة بياناً، ومارست وزارة المالية صمتاً مريباً حيال هذه العلاقة التي ولدت سفاحاً خبراً عجيباً وغريباً ومخيفاً أمس بأن بنك السودان أو البنك المركزي خاطب أحد البنوك التجارية موجهاً بإعفاء (الفاخر) من توريد حصائل الدهب، والخبر بهذا الشكل والمعنى يؤكد أن كل التسهيلات التي منحت لـ(الفاخر) سابقاً كانت تمهيداً لفساد أكبر على هذا النحو والشكل الفاضح، مما يجعل (الفاخر) تمص دم الشعب السوداني و(تلحقه أمات طه) تحت شعارات رنانة وغير حقيقية يكذبها هذا الواقع الذي يشي بأمر خطير، وأن البلد كلها أصبحت في الجيب الخلفي لشخصين واحد اسمه “محمود”، والتاني “عبد المنعم”، وكل المؤشرات والدلائل تشير إلى أنهما يجدان حظوة وتميزاً وتفرداً، وراءه سبب مجهول حيودينا للمجهول، وبالمناسبة أكثر ما في هذه القصة ألماً أنها تحدث في عهد حكومة الثورة التي جاء بها الشعب السوداني ليتخلص من مظاهر الفساد لترينا بكل أسف الفساد (الأمو بت عم أبوه).
فيا معالي رئيس وزراء دولة العدالة والحرية والمساواة ما الذي يحدث في كواليس وزارات حكومتك، ما الذي تمتلكه (الفاخر) من سحر وسحرة، يجعل كل الأبواب مفتوحة أمامها لتصبح مسؤولة عن تصدير الذهب واستيراد القمح والغاز والوقود؟ وعن قريب الدواء عشان تبقى كملت، وهو امر لا يستوعبه عقل أن تمتلك شركة واحدة كل هذه الإمكانيات المادية واللوجستية لتقوم بعمل بهذه الضخامة وهذا الحجم الكبير.
يا سيدي رئيس الوزراء هذه الامتيازات التي تتمتع بها (الفاخر) لا أظن أنها حدثت في عهد الإنقاذ بهذه البجاحة، وهذا السفور، والغريبة أن كل اتهام تواجهه (الفاخر) تخرج بعده بصفقة أكثر غموضاً من التي قبلها، ولا أحد من الجانب الرسمي مهتم بالتوضيح أو التعليق، وكأن لسان حالهم للمتسائلين والمحتارين والمستغربين (ولعوا بي جاز).. اللهم لا اعتراض.
كلمة عزيزة
قفز الدولار أمس، وتعدى حاجز (١١٣)، وهي كارثة بمعنى الكلمات للعشرات من الذين كتبت عليهم أقدارهم أن يبحثوا عن العلاج بالخارج.
لتتراكم عليهم الأوجاع والهموم وحكومة السيد “حمدوك” ليس فيها أي بوادر حلول أو معالجات أو فرج قريب.
كلمة أعز
المشاعر الغاضبة التي قابلت بها جماهير كسلا رئيس الوزراء في زيارته لها ستكون مصيره في أي مدينة يذهب لها لأن الناس وصلت الحد.. إن شاء الله الرسالة وصلت؟