كورونا على الأبواب !
لم يفتح الله على وزير الصحة الاتحادي، دكتور “أكرم علي التوم” في ظل زحف وباء كورونا القاتل على الدول، إلا بتصريح غريب اكتفى بأنه لا يستبعد دخول الوباء إلى البلاد، بسهولة أطلقها الرجل وكأنما الأمر ينتهي بتخويف الشعب السوداني وأن عليه أن يتحسب، وهو الوزير المختص والمعني بصحة هذا الشعب لم ينجح في توفير جهاز واحد للكشف عن المرض، بضعة مراكز حجر جهزها الوزير بعد قومة نفس، والسؤال هنا هل يجدي الحجر دون أن يكون لديك جهاز كشف أو قياس لأي حالة اشتباه؟
أمر عجيب أن تستسهل وزارة الصحة هذا الأمر، ووباء مثل كورونا أقام الدنيا ولم يقعدها، وهنا في السودان تكون تحسباتنا هي مراكز الحجر، وهذه المراكز دائماً ما تكون لعزل المصابين. والسؤال هنا ماذا فعلتم قبل أن يداهم الوباء؟.
وكنت أتوقع وفي ظل وجود معلومات عن وصول الوباء إلى بعض الدول القريبة، أن تكون هناك حالة تأهب واستعداد قصوى من قبل الوزارة بدلاً من إطلاق الوزير للمخاوف والذعر وسط المواطنين، دون أن يقابله حديث مطمئن.
إرسال رسائل بقرب وصول الوباء لها أثار سالبة، لا نكذب ولكن، ينبغي أن لا تكون بالنحو التخويفي، أتوقع غداً أن يلغي عدد كبير من السواح الأجانب حجوزاتهم إلى السودان خشيةً من هذا الوباء، وفي المقابل يتأهب الذين هم منتشرون في فنادق العاصمة الخرطوم سواء كانت خمسة نجوم أو سبعة نجوم للعودة من حيث أتوا.
فبمثل ما فعلت العديد من الدول وفي صمت قامت بالتجهيزات اللازمة وأرشدت المواطنين بمخاطر المرض ووضحت سبل الوقاية منه، فتحت خطاً مباشراً خاصة تلك التي تشبهنا في وضعها الاقتصادي مع منظمة الصحة العالمية تطلب أجهزة فحص شأنها شأن الدول العظمى التي تتلافى حد المرض بالتدابير المسبقة والكشف عن الوباء وتحديده من ثم البحث عن سبل العلاج.
فاكتفاء الوزير بالإعلان عن مراكز للعزل لاستقبال العائدين وحبس المشتبه فيهم يذكرني بالوسيلة التقليدية التي تستخدمها أقسام الشرطة في الكشف عن المخمورين عندما يتم القبض عليهم أو عندما تأتي بهم الظروف ضيفاً على أقسام الشرطة فما على الشرطي المناوب لتحديد ما إذا كان الشخص مخموراً أو لا إلا أن يقول له قول “كح”، والتي يخرج فيها نفسه من الأعماق لتخرج رائحة الشراب واضحة كدليل اتهام تقليدي، وفي حالة كورونا وفي ظل ضعف الإمكانيات وعدم وجود أجهزة كشف ستضطر وزارة الصحة إلى استخدام سياسة تقليدية كهذه وتقول للمشتبه فيه قول “كح”، والله المستعان.