ربع مقال

الفول .. على خطى الدولار .. !!

د. خالد حسن لقمان

من يصدق أن طلب الفول أصبح سعره الآن (100) جنيه بالتمام والكمال ..؟؟!! .. نعم أتحدث هنا عن الفول وليس عن الدولار .. هذا ما وصل اليه الحال بالأمس عندما فوجئ زبائن أحد المطاعم في الخرطوم بهذا السعر الجديد للسيد الفول .. سبحان الله .. طلب الفووووول بـ (100) جنيه ..؟؟ ..طيب طلب الكبدة بقى بكم ..؟ .. سيبك من الكبدة .. العدس بقى بي كم يعني .. ؟؟ .. وطبعاً من الصعب السؤال عن طلب اللحمة أو الفراخ .. الحكاية يبدو أنها وصلت لمستوى مدهش من ارتفاع الأسعار ولكن كلو كوم وحبيب الشعب كوم تاني .. نعم نحن لدينا ارتباط وجداني بهذا الحبيب التاريخي لنا والذي أصبح من اللازم الإشارة اليه الآن بالحبيب (الغالي) الجافي حبيبه بهذا التباعد و الضني الذي تبعد به المسافات و يتعذر معه اللقاء فبعد أن كان حبيبنا يأتينا ساخناً بمشاعره متلهفاً بشوقه و(زيته وجبنته ودكوته وشطته ) أصبح اليوم متمنعاً راغباً في الفراق والابتعاد أو كما قال ابراهيم ناجي :
يا قاسيَ البُعدِ كيف تبتعدُ
إني غريبُ الفؤاد مُنفردُ
إن خانني اليومُ فيك قلتُ غداً
وأين منّي ومن لقاك غَدُ
إنَّ غداً هُوَّةٌ لناظرها
تكاد فيها الظنون ترتعد
أُطِلُّ في عمقِها أُسَائِلُهَا
أفيك أخفَى خيالَه الأبدُ
أو كما جاء قول بهاء الدين زهير :
أَذوبُ إِذا سَمِعتُ لَهُ حَديثاً
تَكادُ حَلاوَةٌ فيهِ تَذوبُ
وَيَخفِقُ حينَ يُبصِرُهُ فُؤادي
وَلا عَجَبٌ إِذا رَقَصَ الطَروبُ
لَقَد أَضحى مِنَ الدُنيا نَصيب
يوَما لِيَ مِنهُ في الدُنيا نَصيبُ
فَيا مَولايَ قُل لي أَيُّ ذَنبٍ
جَنَيتُ لَعَلَّني مِنهُ أَتوبُ
أو كما قال شخصي الضعيف :
شكراً حمدوك ..
النَّاس جوك جوك ..
وحليل أبوكدوك ..
ناس صفا وانتباه يا عوووووووك ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية