عز الكلام

الجنرال “حسن فضل المولى” شجرة الصندل !

ام وضاح

لم أجد تشبيها يليق بالعصف الجماعي والتداخل غير المتفق عليه والشهادات المضمخة بالوفاء والاعتراف بفضل الرجل غير أن أصف الجنرال “حسن فضل المولى” مدير قناة النيل الأزرق إلا أنه كشجرة الصندل لا تزيدها ضربات الفؤوس إلا ضخاً للعطر الذي يعتق ويعبق الأجواء وعقب الوقفة الاحتجاجية (محصورة العدد) لبعض منسوبي القناة الذين طالبوا برحيل الجنرال لأنه كوز وهي التهمة التي أصبحت موضة هذه الأيام للانتقام وبث السموم وقطع الأرزاق انطلقت بعدها مئات العبارات المؤيده والداعمة “لحسن فضل المولى” من سياسيين وإعلاميين وفنانين ومبدعين تعاملوا مع الجنرال يوم أن كانت الإنقاذ في عز مجدها وكان الكوز يومها لمن اتخذوا الكوزنة عنواناً للغرور والعنجهية والتباهي بالسلطة شخص فوق الطبيعي والمتناول والسهل الوصول كان “حسن” يومها يمثل قمة التواضع والتواصل والأدب الجم ومنذ أن جاء “حسن” إلى الإعلام في التلفزيون القومي شكل حالة خاصة ومتفردة وكان كما حديقة الأزاهير جذب الفراش والنحل والعصافير ليرفد مكتبة التلفزيون بالألوان والشهد وجميل الألحان والأغنيات والبرامج وحتى عند ذهابه ملحقاً إعلامياً في القاهرة كان “حسن” سفارة قائمة بذاتها ودوحة جمعت أهل السودان من الزائرين والمغادرين لم يصنفهم يومها بأنه ده معارض والقاهرة كانت تعج بالمعارضين الشرسين أو هذا مؤيد للحكومة وقد كانوا جميعهم عنده سواسية محل احترام وتقدير يخدمهم حافياً كما يقول أهلنا الطيبون ثم جاء الجنرال إلى النيل الأزرق وحول هذه القناة إلى حاله إنسانية ووجدانية وصارت النيل الأزرق من مجرد قناة فضائية إلى وطن يسع الجميع مارس فيها “حسن” أقصى درجات العدالة في الفرص ولم يقفلها أمام سوداني وأحد، واستوعبت القناة التي يديرها الكوز “حميد ومصطفي سيدأحمد وهاشم صديق وأزهري محمد على وأبوعركي البخيت” ورهط من الناقمين والرافضين للإنقاذ كانوا جميعهم يخلعون قمصان الحزبية خارج الاستوديوهات ويدخلونها سودانيين خلص بلا انتماء ولا تصنيف وهو فعل جبن عن القيام به كثير من مدراء القنوات الذين ركبوا هذه الأيام سرج الثورة، و”حسن فضل المولى” جعل النيل الأزرق بيت كل السودانيين لم تتأخر كاميراتها عن زيارة مبدع في فرحه أو حزنه أو مرضه، فتح برمجتها بالكامل للعزاء في وفاة فنانينا ومبدعينا وإعلامينا الصغار والكبار والرجل بنفسه ظل مشاركاً في كل المناسبات ممثلاً لقناة النيل الأزرق ومنسوبيها ليصبح الجنرال وأحداً من رموز المدينة الحاضرين المشاركين في كل صيوان فرح أو سرادق عزاء لا يستطيع أحد أن يدعي أنه ذهب إلى مكتب “حسن” بفكرة أو اقتراح متميز ومبهر وخرج مهزوماً أو مكسور الخاطر أو مرفوضاً بالعكس ظل الرجل على الدوام يفتح الباب أمام الواعدين والصاعدين والموهوبين لم يغلقها في وجه أحد فتحولت القناة إلى قناة أمة ونبض شعب ومرآة تعكس جمال وطن وتفرده وتميزه والدليل على ذلك أن أول لقاء لرئيس الوزراء “عبدالله حمدوك” ما أن وطئت إقدامه البلاد إلا واختار مقدمه الأستاذ الوزير “فيصل محمد صالح” أن يطل به عبر شاشه النيل الأزرق التي يقودها الكوز “حسن فضل المولى”
والغريبة أن الذين رفعوا اللافتة مطالبين برحيل الجنرال اكتشفوا فقط بالأمس أنه كوز رغم أنهم ظلوا يعملون معه لسنوات طوال، وهذا الكوز منحهم المساحات والفرص أن يقدموا أنفسهم ورغم ذلك فشلوا ولم ينتهزها الكوز لضربهم في مقتل كما المخرج “مجدي عوض صديق” متواضع الإمكانيات محدود القدرات والذي منح الفرصة تلو الفرصة في برنامج مشاهد وكبير كما أغاني وأغاني وكل موسم كان يفضح نفسه بغلطاته وجلطاته التي لا تفوت على مخرج في سنة أولى إخراج.
وليس له في ذاكرة المشاهد سوى برنامج متواضع ليس فيه فكرة ولا هدف ولا رؤية اسمه الدلوكة وبعد ده كله يخرج مطالباً برحيل مدير القناة وهو الآن حرفياً قاعد ساي ولما لم يجد ما يفعله قال أخير أبقى مناضل وعلى حساب الرجل الذي دافع عنه وسنده يوم أن جاء القناة صغيراً بلا تجربة ولا خبرة وكان كبارها من المخرجين يستخسرون وضع اسمه على الشاشة لولا أن الجنرال كان يصر على إعطائه الفرصة ولما اشتد ساعده رماه
فياخي “حسن فضل المولى” لو أنني دعوت غداً لموكب لعارفي فضلك والمعترفين بوطنيتك وحياديتك ودواخلك النظيفة التي لا تعرف الإقصاء والمضاضده والانتقام لما وسع شارع النيل الموكب وستبقى جنرالاً إن بقيت أو ذهبت لك عند كل مشاهد أطنان من المحبة والاحترام وفي قلب كل مبدع العشرات مثلها دم بخير.

كلمة عزيزة
أعجبتني فكرة طرحتها الأخت “منال البدري” وهي إعلامية وناشطة عن ضرورة حذو التجربة الأمريكية والجنوب أفريقية بالشروع في ما يسمى كتاب السودان يتضمن كل رؤى وأحلام ومقترحات أهل السودان بمختلف فئاتهم لنصل إلى صيغة مشروع وطني جامع وليس دستوراً تضعه بعض النخب والأحزاب تراعي فيها مصالحها وتسيطر عليها بأفكارها دعونا نخرج بهذا الكتاب من مشاكلنا الأزلية مثل السلام والتنمية وهي مشاكل تقودها تيارات وحركات تعمق الأزمة لأنها تبحث عن مصالحها وقسمتها في السلطة والثروة.
كلمة أعز
لو كان كل كيزان الإنقاذ يقودون مؤسساتهم بشفافية وعدالة، وانفتاح “حسن فضل المولى” لما حدثت تلك الغبائن ومظاهر الفشل التي جعلتها ترحل غير مأسوف عليها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية