حتى اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور، وصل الدولار سقف (١٠٥ جنيهات) وهو رقم فلكي ما كان أحد يتوقعه، أو يتخيل الوصول إليه، وحتى الآن لم يخرج علينا أحد موضحاً الأسباب الحقيقية وراء هذا التصاعد الفلكي، ومن دون أن يتبرع أحد معلناً خطته لوقف هذا التضخم الرهيب، وهذا السكوت معناه بمنتهي البساطة أنه ليس هناك أدنى شك أن الدولار يمكن أن يصبح بمائتي جنيه سوداني، طالما أنه لا أحد على استعداد أن يوضح أسباب الارتفاع أو عوامل الهبوط، وفي هذا الموقف المؤسف أكثر ما يحيرني هو استسلام وزير المالية الذي وضع يده في الموية الباردة، ووقف متفرجاً في انتظار (كشف البكا) الذي ستمنحه لنا الدول المانحة، قبل أن (نرفع فراش) البلد التي ماتت، وشبعت موتاً، وهو ما لا تريد أن تعترف به قوى الحرية والتغيير المكون المدني للحكومة الانتقالية، لأن الأيام أكدت أنها مجرد خيالات مآتة لا بتودي ولا بتجيب، بل وأكدت الأيام أنها لا تملك ولو ورقة واحدة لبرنامج الفترة الانتقالية وأنها مجرد خدعة كبيرة انطلت على الشارع السوداني الذي هو وحده الآن يدفع الفاتورة لصالح وهم جسم اسمه (قحت)، كنا نظنه (قبة تحتها فكي)، لكن يا فرحة ما تمت، وبالتالي لابد من السؤال المهم ثم ماذا بعد ما الذي تدخره هذه الحكومة ووزراؤها من حلول عاجلة تصبح أساساً لما بعد الفترة الانتقالية؟ هل معقول أنه وبعد الثلاث سنوات، وفي حال قيام حكومة منتخبة نعود لذات الفراغ والظهر المكشوف، وتلال المشاكل والأزمات والقضايا ويا دوب نبحث عن الحلول والمعالجات؟ يا ربي حتى ذلك الوقت كم سيصل سعر الدولار؟، يا ربي لحدي الوقت داك هل تتحمل الآمال والأحلام أن تبقى مجمدة ومعلبة؟، يا ربي لحدي الوقت داك الناس فيها (مُرُوَّة) تتحمل وجع القلب الذي تعيشه صباح مساء؟، أعتقد أن ما يحدث فوق طاقة الإنسان السوداني، ولابد من الاعتراف بأن هذه الحكومة فاشلة، وليست على مستوى الفترة الانتقالية، وهي مش حكومة فاشلة على مستوى السياسيات وبس، لكنها حكومة بلا شخصية، ولا وزن، تتعامل مع القضايا بطريقة (كراع برة وكراع جوة)، وهذه ليست الطريقة المثلى لإدارة دولة، خاصة المكون المدني وأعني (قحت) تتعامل مع شركائها في الحكومة من المكون العسكري بطريقة (الشريك المخالف) ودي أخطر أنواع الشراكات لأنها تشبه زواج المجبورين الكارهين بعضهم البعض الذي ليس له نتاج ولا ذرية، وهكذا هو حال هذه الشراكة بلا نتاج ولا ذرية ولا ولد صالح يدعو لها، بل العكس فيها كثير من الشراك للشريك، رغم أن كليهما مربوط من كراعه، وإن وقع أحدهما فلابد أن يجر الآخر للحفرة، لكن (القحاتة) ما عايزين يفهموا أن المواكب والمظاهرات تضغط عليهم أكثر مما تضغط على المكون العسكري (الشادي قاشه وشائف شغله) ومجتهد في ملفاته، ويتحرك فيها شمالاً ويساراً، في حين أن المكون المدني يقف في العقبة كما حمار الشيخ لا يدري أي الاتجاهات يسلكها، وهو كل صباح يصعب على نفسه القصة، ويضع العصا في عجلات حكومته فيمنعها عن المسير، لتبدو بهذا الوهن وهذا الضعف الذي لا يسرنا ولا يسعدنا لأنه يعمق معاناة شعبنا ويزيده أسفاً ووجعاً وضياعاً.
كلمة عزيزة
لا أدري ما الهدف الحقيقي وراء إطلاق الشائعات بإقالات قيادات الشرطة، و(شالوا فلان وجابو فلان)، يا جماعة هوي هؤلاء رجال تربوا على شرف الجندية الكاكي عندهم عقيدة ووطن، وزمالة الدفعة، ورفقة السلاح مقدسة، يجمعهم حب الوطن والواجب والملح والملاح.
اتركوهم يشتغلوا شغلهم.. البلد ما ناقصة
كلمة أعز
في حديثه للزميلة (السوداني) قال السيد وزير المالية إن الوضع الآن خطر جداً والقطاع الرسمي فقد السيطرة علي كثير من المعاملات الاقتصادية.. ما هو يا معالي الوزير جابوك عشان تمرقنا من الوضع الخطر ده! اللهم لا اعتراض.