رأي

الناس بيقولوا شنو؟

تجانى حاج موسى

 

في حينا الجميل، بأمبدة السبيل، مخبزان، واحد آلي، والتاني بلدي، ونحن طالعين من الجامع، تنتظم صفوفنا، ويبدأ برلمان شعبي رائع يصلح مادة إعلامية كاملة الدسم.. الفرن الآلي، النساء أغلبية، وبرلمان النساء لا يخلو من شمارات الواقع الاقتصادي.. إحداهن جارة عزيزة فصيحة اللسان والبيان قالت لي وأنا واقف بالصف ألموازي لصف النساء (لي متين الحالة دي يا أستاذ؟).. قلت ليها (الصبر.. الفرج قريب..).. واصلت (صحي الحكومة دايرة تعمل علاقات مع إسرائيل؟).. قلت ليها (إنتي رايك شنو لو عملنا علاقات معاها؟).. قالت (مالو ما تعمل علاقات.. بس.. يتصلح حال البلد..).. همهمات الاستحسان كانت أغلبية.. إحداهن معلمة منقبة قالت بصوت خافت مسموع، (خلاص نسيتوا القدس؟.. نسيتوا فلسطين؟).. رد شاب لابس برمودا ومسرح شعرو زي ميسو (إسرائيل ذاتا عندها علاقات مع فلسطين يا خالة..) وضج الجميع بالضحك.. (العيش طلع.. لكن ما بندي بي أكتر من خمسين جنيه..).. (خمسين عشرين، أدينا خلينا نمشي نشوف كمان قصة المواصلات!!).
أحدهم.. مشهور بالسخرية والخبث، سألني (صحي حميدتي زعلان من ناس قحت؟).. رديت: (إنت رايك شنو؟).. رد: (الزول ده ما يزعلوا.. الزول ده.. حقاني صعب).
ودورت عربيتي المارسيدس بعدما شربت القهوة مع رفيقة دربي الطويل الحاجة (ندوية) – الله يبارك فيها – (ماشي الطرمبة؟.. إن شاء الله تتسهل عليك).. (آمين.. دعواتك إن شاء الله ألقى الصف قصير).. ودورت أتكلم مع نفسي، (البطارية تسعة أمبير بي تسعة ألف وخمسمية جنيه!! .. راح في ستين داهية الجنيه السوداني!!).. ووقفت آخر الصف والمسافة من محلي لي محطة البنزين، تلاتة كيلو، قال شنو؟.. قال صف قصير!!.. وضاعت تلاتة ساعات بعدما زودت العربة بي أربعة جالونات جاز لين، طبعاً ما تجاري (من نين يا حسرة والعبد لله بالمعاش.. طبعاً ما بوريكم معاشي كم).
والبرلمان الكبير بمحطات الوقود والصفوف التي لا نحسن الوقوف فيها.. عييييييك من الانتهازيين والمستهلكين المستهبلين الذين لا يختشوا يكسروا الصف عشان يتخارجوا.. أها سلوك زي ده داير درس عصر، داير د.”حمدوك”.. ولا “البرهان”؟.. ساعدونا يا ناس.. الحكومة ما ممكن تعمل كل شي والله العظيم عيب علينا. اسكتوا ساكت ما كلمتكم عن حصولنا على خبز فراش بكا زوجة خالي “أنور محمد دفع الله” (يرحمها الله).. اقتراح.. حقو ما نتغدا في بيت البكا؛ ميتة وخراب ديار.. المجتمعات ممكن تغير بعض العادات وفق واقع الحال.. بالمناسبة هنالك من يلعبون بيوت البكا رأس.. فالطعام متوفر.. والصينية حافلة بما لذّ وطاب.. والطفيليون لا يستحون ما غرضم ولا خصاهم من وين وكيف جا الطعام.. ويا جماعة الخير فلنبقِ على كشف البكا.. أي حاجة.. إن شاء الله عشرة جنيهات بتقضي غرض.. ما أخير؟.. المرحومة علمتنا ذلك السلوك الجميل.. لها الرحمة.. مشيت الجامع لقيت واحد بلدياتي.. دفعة.. كنا بناديهو بالحلبي.. سلمت عليهو.. ما عرفني إلا بصعوبة، فأدركت أن العمر انقضى، الله يطيب العمل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية