حوارات

أستاذ القانون الدولي رئيس مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان دكتور “أحمد المفتي” في حواره مع (المجهر) 2-2

* هذه هي قصة إسرائيل و"البرهان" فهمها !

في حوار مع (المجهر السياسي) حول الطلب الذي تقدم به رئيس الوزراء دكتور “عبد الله حمدوك” إلى الأمم المتحدة – أستاذ القانون الدولي رئيس مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان دكتور “أحمد المفتي” يقدم إضاءة للبند السادس من ميثاق الأمم المتحدة وقراءة قانونية لخطوة رئيس الوزراء: (2 – 2)

حوار: سوسن يس

* الأمم المتحدة عندها جهاز كامل سيقوم بمطلوبات السلام (البقول ما داير بنقول ليهو اهاا نسوي شنو.. ورينا فلاحتك!)

وإذا استثمرناها يمكن أن نحل القضية الفلسطينية !

* إسرائيل الآن تحتاج للسودان والكرة في ملعبنا إذا لعبنا بشكل جيد سنكسب !

أوضح أستاذ القانون الدولي الدكتور “أحمد المفتي” أن الطلب الذي تقدم به الدكتور “عبد الله حمدوك” إلى الأمم المتحدة هو طلب دعم ومساعدة بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يخول للدول الأعضاء في المنظومة الدولية الحصول على دعم ومساعدة لمواجهة مطلوبات السلام حين اللجوء إلى خيار الحل السلمي ونبذ الحرب والعنف، وكشف في حوار أجرته معه (المجهر السياسي) أنه وخلافاً لما راج على نطاق واسع فإن الفصل السادس لا يشتمل على أية وصاية دولية أو ولاية للأمم المتحدة على الدول، موضحاً أن البنود الخاصة بالوصاية الدولية في ميثاق الأمم المتحدة تأتي في الفصلين (12 و13) من المادة (75) وحتى المادة (91) أما الفصل السادس بمواده (33 وحتى المادة 38) فهو خاص بالمساعدات والدعم حين الانتقال إلى الحل السلمي في النزاعات والحروب، واصفاً ما يتم تداوله على نطاق واسع من حديث عن وصاية دولية وولاية للأمم المتحدة على البلاد بموجب الطلب الذي تقدم به رئيس الوزراء إلى الأمم المتحدة، والانتقاد الواسع الذي قوبل به بأنه (مكايدات سياسية) وأضاف قائلاً: (أنا ما قادر أستوعب أن المناكفات السياسية يمكن أن تصل إلى هذه الدرجة!)
وقال الدكتور “أحمد المفتي” الناس يعتقدون أن السلام هو توقيع فقط.. لكن للسلام مطلوبات كثيرة، فبعد أن توقع على السلام ماذا ستفعل لهؤلاء الذين يعيشون بالمعسكرات.. كيف ستنقلهم إلى الوطن هل ستنقلهم (بطيارتك السودانية الواحدة دي؟) من أين ستطعمهم؟ الذين يحملون السلاح حوالي مليون فرد أين ستذهب بهم؟ هل ستتركهم يدخلون المدن بسلاحهم (ويجوا يلقوا رغيف مافي؟ عايز تعمل حرب أهلية؟) من الذي سيستلم سلاحهم ومن الذي سيقف على حاجاتهم ويقوم باحتياجاتهم المختلفة ويدمجهم ويأويهم؟ المناطق المزروعة بالألغام من الذي سيقوم بنزع الألغام؟ الأمم المتحدة بموجب الفصل السادس ستقوم بذلك وبكل مطلوبات السلام وهي لديها برامج لنزع السلاح وبرامج لإزالة الألغام وبرامج كثيرة جداً، هذا هو الفصل السادس).
وأشاد دكتور “المفتي” بخطوة رئيس الوزراء التي قام فيها بمخاطبة الأمم المتحدة طالباً مساعدة بموجب الفصل السادس وقال: (أنا أشيد بها وأدعمها، رئيس الوزراء لا يريد أن يترك مباحثات السلام الجارية معلقة في الهواء لذلك قدم هذا الطلب.. لأنه بمجرد توقيع السلام فهناك مطلوبات للسلام علينا أن نقوم بها في اليوم التالي مباشرة).

إلى مضابط الحوار:

* من الانتقادات التي وجهت لهذه الخطوة أن هذه الحكومة حكومة انتقالية وغير مفوضة وغير مؤهلة لمخاطبة الأمم المتحدة وتقديم هذا الطلب؟

– أنت عملت السلام فكيف تكون غير مؤهل لإطعام الناس العائدين بموجب هذا السلام؟!
(يعني تعمل سلام لكن الشخص الذي يحمل السلاح ما تشتغل بيهو، عشان يقوم يشيل بندقيته دي وينهب بيها اللوري دا وينهب بيها هنا وهنا؟.. إذا جاع وهو عنده بندقية ماذا سيفعل؟ سينزل إلى المدن ويذهب لأقرب بقالة ويأخذ ما يريد.. هل بتقدر تفتح خشمك لما يعمل كدا؟).
فالناس الذين يقولون إن الحكومة غير مؤهلة لتقديم هذا الطلب نقول لهم: (خلاص هي ما مؤهلة.. أها الجماعة الجايين ديل حتسوا ليهم شنو.. لو ما طلبنا البند السادس الناس الشايلين سلاح فقط، حتعملوا ليهم شنو، خليك من الباقيين؟!!) .. ما عندهم رد!.

* صوت الرافضين للخطوة المنتقدين لها هو الصوت البارز الآن في المشهد – في تقديرك لماذا ؟

– لأن السياسيين صوتهم أعلى ويجدون منابر، لكن الآن إذا قلت للمواطن البسيط الموجود في الشارع
(في ناس جايين.. حيقول ليك ياخي أنا ما لاقي رغيف، الناس الجايين ديل حتأكلهم شنو؟ سيقول لك ذلك لك بكل بساطة!)..
(فالناس الجايين بعد السلام حتأكلهم شنو وأنت ما عندك رغيف؟ حتأكلهم الواطة؟) الناس يرددون السلام السلام السلام.. متصورين أن هذا السلام ورقة فقط سيوقعونها !

# إذن طلب الدعم والمساعدة من الأمم المتحدة بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة خطوة ضرورية لابد من القيام بها لتثبيت السلام؟ أليست هناك أي بدائل أخرى غيرها ؟

– هذه هي البدائل التي يقول بها المجتمع الدولي .. كل دول العالم قالت هذه هي البدائل، فالشخص الذي ينتقد نقول له ما هو البديل عن طلب الدعم من الأمم المتحدة؟ نحن هذه هي بدائلنا – الأمم المتحدة لديها جهاز كامل (كوادر بشرية وأموال) سيقوم بنزع السلاح من هؤلاء الناس ويقدم لهم البدائل ويستوعبهم فيها، جهاز جاهز لا يحتاج منك لأي شيء والأموال التي يقدمها ليست قرضاً بل منحة، (اها أنت قلت ما داير الكلام دا بنقول ليك أهاا حتسوي شنو ورينا فلاحتك!).

* هل هناك مضار ستعود على البلاد من جراء هذا الطلب؟

– أنا ما شايف مضار.
(زول ما عنده رغيف جابو ليهو رغيف.. المضار تكون شنو يعني؟!)، وزير التجارة في صحف اليوم اعتذر وقال إنه لم يستطع أن يوفر الخبز (طيب الناس الجايين حتعمل ليهم شنو حتخليهم ينقرضوا في بعض؟
والبلد تفك القوي يأكل الضعيف؟ الجعان يمشي بسلاحه لأقرب بقالة يشيل العايزو دا بجاي ودا بجاي والقصة انتهت وبقينا زي سوريا وعليك السلام يا سودان؟).

* هناك من ربط بين الخطاب الذي قدمه “حمدوك” إلى الأمم المتحدة وبين اللقاء الذي تم في يوغندا بين برهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي.. هل من علاقة بين الخطوتين؟

– ليس هناك أي علاقة، خطوة “برهان” ومقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي هذه عندها علاقة بالمفاوضات الجارية الآن بواشنطن عن المياه، عندها علاقة بموضوع سد النهضة المدور الآن بواشنطن.. “نتنياهو” في أول كلام له قال نريد المياه.. لأول مرة إسرائيل تكون محتاجة لشيء! هي عندها الأموال ولديها الجيش والتكنولوجيا ولأول مرة تحتاج لشيء.. للمياه، هي لا تريد أي شيء آخر سوى الماء والماء إذا السودان ما وافق لن تستطيع الحصول عليه فهذه فرصتك، فالسودان يجب أن يستغل هذه الفرصة ويطلب منها حل القضية الفلسطينية إذا فعل ذلك هي ستحلها.

* هل اللقاء الذي تم بين “برهان” ورئيس الوزراء الإسرائيلي في يوغندا كان دافعه المياه؟

– الموضوع كله المياه، لماذا؟ لأن أصلا هذا هو الشيء الإستراتيجي الذي تريده إسرائيل وليس إسرائيل وحدها يريده العالم كله.
– غير نهر النيل، نهر الكنغو، إسرائيل إذا أرادت أن تستفيد من مياه نهر الكنغو فلابد أن تمر هذه المياه بالسودان، ونهر الكنغو كمية مياهه تساوي (15) ضعف مياه نهر النيل، لكن لابد من موافقة السودان حتى تمر إلى غرب أفريقيا ثم الشام ثم إلى إسرائيل، فإسرائيل جاءت تخطب ود السودان، فهل نقول هذه فرصتنا ونقدم لها شروطنا أم نرفض و(نقعد نقول لا ما عايزين إسرائيل وما بعرف شنو)!.

* إذن أنت لا ترفض اللقاء الذي تم في يوغندا؟

– إطلاقاً.. إطلاقاً.
لكن فقط أقول كيف تستثمرونه، أنتم عندكم شيء، الطرف الآخر ما عنده ويريده (فشوف أنت عايز شنو ممكن هو يقدمو ليك في مقابل هذا الشيء). مثلاً حل القضية الفلسطينية قل له جداً سأعطيك ما تريد، لكن عندي قضايا هي كذا وكذا وكذا هذا هو العقل.. والمنطق يقول إننا يجب أن نفعل هذا.

* لكن حتى ننجح في استثمار هذه الفرصة يجب أن نفهم الدوافع الحقيقية للقاء كمبالا ونقرأ اللقاء في سياقه الصحيح.. ترى هل الحكومة فهمت دوافع اللقاء؟

– (“برهان” فهمها صاح.. قال والله البلد متضايقة وأنا قابلت ليكم الزول دا بعد دا اشتغلوا شغلكم الفني حددوا طلباتكم وقوموا بشغلكم).. الخطوة الصعبة قام بها وما بعدها ستقوم به الأجهزة.
لكن إذا أنت لم تفهم القصة ستضيع الفرصة هذه فرصة لحل القضية الفلسطينية.. مدخل لمبادرة سودانية لحل القضية الفلسطينية التي عجز العرب والمسلمون عن حلها.

* إذن في مقدور السودان الآن وعبر هذه العلاقة مع إسرائيل أن يعمل على حل القضية الفلسطينية؟

– هي ليست علاقات، هي مصالح، أنا أريد كذا وأنت تريد كذا، أنا عندي مياه وأنت تريد مياه وأنا أريد كذا.
.. الكرة الآن في ملعبك وهذه القصة كلها اسمها (اللعبة الدولية).. قدرت على أن تلعب بشكل جيد ستكسب.. لم تقدر ستخسر.

* الكرة الآن في ملعب السودان.. في تقديرك كيف سيلعب السودان؟

– (نحن الآن قاعدين نوريه يلعب كيف.. الزول دا جا كايس الموية.. قول ليهو ليس لدى مشكلة لكن أنا قضيتي كذا وكذا وكذا.. سأعطيك المياه لكن افعل لي كذا وكذا وكذا وعلى رأس ذلك القضية الفلسطينية).

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية