لم أجد تعليقاً أنسب من القول لمحدثي: (وهو الحيعمل منو ونحن في مربع لو عملنا كده ستحل المشكلة الفلانية) لم أجد أنسب من هذا التعليق لمقاطعة الدكتور “الفاتح عثمان” المدير العام لوزارة الصحة الولائية بالخرطوم، الذي كان ضيفي في برنامج رفع الستار وهو يتحدث عن المعيقات التي تسود المشهد الصحي في الولاية خاصة والبلاد على وجه العموم، حيث اعترف دكتور “الفاتح” أن الميزانيات المخصصة للملف الصحي غير كافية على الإطلاق، وإن الزيادات التي تطرأ كل عام تبدو ملحوظة كأرقام على الورق، لكنها ليست كذلك على أرض الواقع وبارتفاع معدلات التضخم لا تسوى شيء لذلك لا يحدث تطور في هذا الملف المهم بالنسبة للمواطن، وأصدقكم القول إنني ولأول مرة أخرج من حلقة تلفزيونية دون أن أجد إجابات للأسئلة التي طرحتها، لأنه ببساطة شديدة كانت ردود ضيوفي الدكتور “الفاتح” ودكتور “بابكر المقبول” مدير الطوارئ والأوبئة هي ردود موظفين محكومين بالسيستم الوظيفي، وواضح جداً أنهم مغلوبين على أمرهم والجهات العليا في الدولة ما قادرة حتى الآن على أن تدرك أن إهمال تفاصيل الملف الصحي، يعني الموت والعذاب للمواطن الغلبان، ودعوني أقول إن واحداً من أخطر مهددات المشهد الصحي، هو النقص الكبير في الكوادر الصحية، التي تتسرب بسبب ضعف الرواتب، خاصة في مستشفيات الحكومة، التي هي محط أنظار الغلابة والغبش، واعترف دكتور “الفاتح” أن هناك نقصاً كبيراً في فئات الممرضين، الذين هم جزء أصيل في الحقل الطبي، إلى جانب النقص في اختصاصيي التخدير، وهو ما يهدد سلامة وصحة المرضى، واعترف الدكتور “الفاتح” أن مرضى الكلى يعانون أشد المعاناة من الانتظار القاتل في مستشفيات الحكومة في ظل ارتفاع أسعار الغسيل في المستشفيات الخاصة، وسعر الغسلة الواحدة يصل إلى اثنين وثلاثة آلاف جنيه، واعترف مدير الوزارة أنه بالفعل هناك نقص في ماكينات الغسيل، الأمر الذي تسبب في هذا الانتظار القاتل الذي لم ينجُ منه مرضى المخ والأعصاب، وديل مصيبتهم مصيبة والتسجيل في المركز الخاص بهم يمتد إلى ثلاث وأربع سنوات لإجراء عمليه تنقذ حياة مريض. وتحدث مدير الطوارئ والأوبئة دكتور “بابكر المقبول” عن مرض (الكورونا)، وأوضح أن البلاد خالية من المرض، وأن الحديث عن وجود مرضى ما هو إلا مجرد حالات اشتباه ثبت أنها غير مصابة، وبسؤالي له عن السودانيين القادمين من الصين، أكد أن هناك منطقة للحجر الصحي سيوضعون فيها، وهي إطلاقاً لا تهدد المحيط حولها، لأن الموضوعين في الحظر أصلاً ليسوا مرضى، ولكن يتم حظرهم تحسباً فقط لفترة حضانة الفيروس، ودعوني أقول إنني طوال الحلقة كنت أشعر أن دكتور “الفاتح” ودكتور “بابكر” كليهما يعلمان أن هناك مأساة في الحقل الصحي يدفع ثمنها المواطن، لكن لسان حالهما يقول: (العين بصيرة.. واليد قصيرة)، وهو مثل لا تستوعبه قضية مهمة كقضية الصحة ليس لها بدائل، والمريض الذي يحتاج إلى دواء ليس أمامه خيار أو حل سوى توفر الدواء، والذي يحتاج لعملية جراحية ليس أمامه بدائل سوى أن يجري هذه العملية في المكان والزمان المناسبين.
لذلك على الحكومة أن تمضي بخطط سريعة في هذا الملف وتسعى بكل الطرق إلى إيجاد حلول عاجلة وناجعة، ليس من ببنها على الإطلاق أحاديث ووعود من شاكلة حنسوي ونعمل، لأن المرض لا ينتظر ولا يتأجل لبكرة حسب كيف الإنسان وظروفه.
كلمة عزيزة
واضح جداً أن مفاوضات السلام وصلت إلى طريق مسدود، وواضح جداً أن الحركات تتمنع ولا تتماهى نحو أي تسهيلات أو تنازلات لإزالة العقبات والمتاريس، وكأن هذه الحركات لا يهمها مع من تتفاوض ولا يفرق معها من يمثل الحكومة، هي فقط راكبة راس ولا تنازل تحت أي ظروف أو مستجدات وإن شاالله عنها البلد ما مرقت من الحفرة.
كلمة أعز
ليست هناك حلول على أرض الواقع لارتفاع الأسعار وحكومة الهنا دي في وادٍ والناس في وادٍ آخر.