رأي

ماذا تستفيد ألمانيا من هكذا دعم؟

أمل أبو القاسم

لا أدري ما الخطوة الغريبة والطلب العجيب الذي تقدم به رئيس مجلس الوزراء الدكتور “عبد الله حمدوك” لألمانيا بتوقيع اتفاق معها على صفقات سلاح، بالرغم من أنها ليست من الدول الصناعية الكبرى مثل (روسيا والولايات المتحدة، والصين). وكانت صحيفة (العرب اللندنية) أشارت إلى أن “حمدوك” توج زيارته إلى أوربا بتوقيع صفقات سلاح بتسهيلات مالية كبيرة، وشراء طائرات حديثة، وعربات دفع رباعي، وأجهزة اتصالية متطورة، وتدريب القوات المسلحة السودانية، وإعادة هيكلة أجهزة الأمن، والمجالات العسكرية والشرطية والمخابراتية. حتى هنا ورغم حشر أنف “حمدوك” في ما لا يعنيه كون هذه الصفقات من المفترض أنها من صميم عمل وزارة الدفاع وجهاز الأمن اللذين يتبعان مباشرة للمكون العسكري بالسيادي، لكن أن تدفع مبالغ من المؤكد أنها ضخمة لهذه الصفقة الحربية فقط لتكون قادرة على مواجهة التحديات من النظام البائد والخلايا الإرهابية، فضلاً عن اختيار العناصر المرشحة لدخول الكليات العسكرية والانضمام لقوات الجيش.
ثمة أسئلة تطوف في مخيلتي على خلفية هذا الخبر، أولاً (حمدوك لقى قروش وين؟)، وهل هذا الوقت مناسب لهكذا صفقات الجهات المعنية كفيلة بها ولديها من العدة والعتاد ما يكفي، والمواطن يفتقر للعيش الحاف؟ ثم إلى هذا الحد تخافون النظام البائد الذي بعُد وقف يتفرج، ولا ينفك يقهقه من هذه (العواسة)؟ ألهذا الحد تشعرون بالضعف حيالهم فقررتم مجابهتهم بالسلاح وكان عليكم قتلهم معنوياً بالإنجازات المتوالية التي تثبت فشلهم وليس فشلكم الذي قدمتموه لهم على طبق من فضة؟.
أيضاً هل اتفاق الحكومة الانتقالية مع ألمانيا لهيكلة القوات المسلحة، وتنقيحها من الإخوانيين يفتح الباب على مصراعيه لتتدخل دول أخرى في شأن القوات المسلحة السودانية سيما مرحلة ما بعد السلام؟ وهل ستوظف بعض القوات المسلحة في مكافحة الهجرة غير الشرعية؟ وهل سيتم استخدام بعض قوات الشرطة وأجهزة المخابرات في ملاحقة جماعات (بوكو حرام) في الساحل والصحراء مثلاً؟
قالت الصحف بهذه الصفقة عقب احتضان ألمانيا لمؤتمر مديري أجهزة الأمن، ولا أدري إن كان مدير عام المخابرات وافق إنابة عن الآخرين على هذه الصفقة، لكن وحسب التاريخ السياسي تعد ألمانيا أحد العناصر المهمة في الدور الأمريكي الفرنسي لمكافحة الإرهاب في أفريقيا، ومع ذلك أظن أن أمريكا وفرنسا ضد أي هيكلة أو تغيير في جهاز الأمن السوداني، سيما أن الجهاز والقوات المسلحة بشقيها ظلوا يلعبون دوراً كبيراً في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتجارة البشر.
إذن ترى ما هي المصالح الألمانية في السودان؟ وماذا تستفيد ألمانيا من هكذا دعم؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية