حوارات

الدكتور “عبد الرحمن حسن أحمد” رئيس دائرة الإفتاء بالسودان في حوار مع (المجهر السياسي) (2-2)

"أم موسى" من دولة كوش بالسودان والتابوت سار مع النهر من الجنوب للشمال

الشواهد التاريخية والأثرية والتفاسير تؤكد أن ميلاد النبي “موسى” كان في شمال السودان ما بين دنقلا وأسوان
لقاء “البرهان” برئيس الوزراء الإسرائيلي خطأ من حيث الزمان والمكان .. لأنه تصادف مع صفقة القرن
الفراعنة المصريون وملوك النوبة من أثنية واحدة وتابوت “موسى” يضم آثار قميصه النبوي
حوار – عبد الرازق الحارث
في الجزء الثاني من حواره مع (المجهر السياسي) قال الدكتور “عبد الرحمن حسن أحمد” رئيس دائرة الإفتاء بالسودان إن كل الشواهد التاريخية والأثرية والتفاسير أكدت على أن النبي “موسى ابن عمران” ينسب لبلاد السودان من حيث أمه.. وقال إن ميلاد النبي “موسى” عليه السلام كان في المنطقة ما بين دنقلا وأسوان، مشيراً إلى أن بني إسرائيل عندما جاءوا إلى مصر في عهد النبي “يوسف”، سكنوا في هذه المناطق وكونوا مملكة كبيرة ورثوا فيها الحكم من مشارق ومغارب الأرض، وقال إن الكيان الصهيوني مجموعة من شتات الأرض اغتصبوا أرض فلسطين وهم صهاينة وليسوا يهوداً، فإلى تفاصيل الحوار:
{ زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من السيدة “صفية”؟
– رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام أن العداوة ليست لليهود، وإنما العداوة لمن عادى الإسلام بغض النظر عن دينه أو جنسه.. والمسلمون دعاة سلام ووئام ومحبة.
{ اليهود حاولوا قتل الرسول باللحم المسموم؟
– رغم أن المرأة اليهودية حاولت قتل الرسول عليه الصلاة والسلام باللحم المسموم، تجاوز النبي عليه الصلاة والسلام هذه المحنة وكانت هذه رسالة أننا يُعتدى علينا لكن لا نعتدي على أحد.
{ ما هي نظرة الإسلام لدولة إسرائيل؟
– لا بد أن نفرق ما بين الواقع وبين ما ينبغي.. إذا أردنا الوضع الصحيح والمناسب أن الكيان الصهيوني ليس دولة وإنما مجموعة من شتات الأرض، ليست يهوداً وإنما صهاينة يغتصبون أرضاً مسلمة، فكان الواجب على جميع حكام المسلمين، بل وجميع حكام العالم الحر أن يعادوا هذه الدولة المغتصبة المحتلة والمستعمرة، هذا الذي كان ينبغي، لكن الواقع يقول إننا مستضعفون ومتشرذمون وكل حاكم يسعى إلى بقاء سلطانه على حساب الآخرين.
وإشكالية المجتمع المسلم الآن، إشكالية كبيرة في التشرذم والتفرق وكل دولة أصبحت دويلة تسعى لمصلحة ذاتها بغض النظر عن القيم والأخلاق.
{ لقاء الرئيس “البرهان” برئيس الوزراء الإسرائيلي؟
– بغض النظر عن موقفنا من التطبيع الوقت غير مناسب، ما يوحي إيحاء أو إيماء بأننا موافقون عليها.. وأننا مؤيدون لها، هذه الخطوة كانت خاطئة في الزمان غير المناسب وبالطريقة غير المناسبة.. وبغض النظر عن موقف أي إنسان من التطبيع، الموقف خاطئ.
{ “البرهان” قال إنه ذهب من أجل مصلحة الشعب السوداني؟
– وكلنا نريد المصلحة ولكن الإنسان السياسي لا بد أن يقرأ الظرف الراهن ولا بد أن يقرأ الوقائع بإمعان، فالتاريخ لا يرحم.. وكان عليه أن يترصد وقتاً آخر ليفتح هذا الملف ليرى الناس موقفهم على حسب الضعف والحاجة وموقف المجتمع السوداني من هذا التطبيع.. الوقت غير مناسب والظرف كذلك، لأن العالم يتحدث عن صفقة القرن التي هي بيع للقضية.
{ ماذا تعني صفقة القرن؟
– تعني بيع وقتل ووأد للقضية الفلسطينية.
{ الحروب في السودان وراؤها إسرائيل، “البرهان” ذهب من أجل إيقاف الحرب من أصلها؟
– لذلك أنا قلت لك بغض النظر عن موقف الإنسان من التطبيع، لم نتكلم عن التطبيع سلباً أو إيجاباً، وإنما تحدثنا عن الظرف الآن والوقت.
الإنسان عندما يريد أن يقوم بمثل هذه الخطوة، لا بد أن يتحين الوقت المناسب الذي يحقق الغاية والهدف.. لكن الوقت غير مناسب.
{ التصرف ظهر فيه شيوخ كالنبت الشيطاني؟
– نحن نبدأ بحسن الظن ولوم أنفسنا قبل الآخرين.. لا نستطيع أن نشخص أشخاصاً بأعينهم أنهم سبب في هذه المشكلة.. التصوف ظاهرة اجتماعية تتأثر بكل العوامل المجتمعية التي تحصل، وكما أن المجتمع يعيش في أزمة التصوف يعيش في أزمة.. لكن في النهاية المشاكل التي يعاني منها التصوف قليلة ومقدور عليها ويمكن إصلاحها إذا ما توجهت الهمة إلى ذلك، لكن نحن نعاني الآن ليس من التصوف، وإنما الحرب الشرسة التي قادها النظام السابق والسلفيون وأعداء التصوف.. وكذلك أعداء الإسلام الذين درسوا الإسلام دراسة مستفيضة ومتأنية فعرفوا أن نقطة القوة في الإسلام هو التصوف، لأنه نتاج روحي للإسلام ويربط الإنسان وجدانياً وروحياً.. ويجعل الإنسان يعيش الإسلام حساً ومعنى لا مجرد ادعاء.. لذلك كانت الحرب على التصوف، وعانينا من المستعمر وحربه على التصوف.. وكانت الهجمة الشرسة ضد مشايخ الصوفية الذين حاربوا المستعمر ودافعوا عن الإسلام.
ثم بعد ذلك جاءت الهجمة الشرسة من دعاة الأسلمة السياسية، لأنهم على أذيال أولئك.. لأنهم لم يدرسوا الإسلام دراسة صحيحة وكان لهم دور كبير في عكس صورة خاطئة عن التصوف.
{ اليهود يزعمون أن كرسي النبي “سليمان” مدفون في الممالك القديمة، و”النيّل أبو قرون” قال في مؤلفه إن “موسى” نبي من بلاد السودان؟
– سيدنا “موسى” له ارتباط ببلاد كوش بأمه، واختلف المفسرون في اسم والدة سيدنا “موسى” فقيل (بيو كبيدا) صانعة الطعام، ودائماً كلمة (بيو) في لغة النوبة تعني الوالدة، فهي تحمل اسم (المحنة).
فعلاً سيدنا “موسى” من هذه المنطقة والشواهد التاريخية والأثرية تدل على ذلك.
{ فسر لنا حديثك على ضوء الشواهد التاريخية؟
– بمعنى أنه عندما ما وضعت أم “موسى” التابوت على الماء فإنه جرى مع اتجاه النهر.. والنهر يسير من الجنوب إلى الشمال، وبالتالي هذا يدل على أنه كان جنوباً، وذلك كما هو موجود في أسفار العهد القديم نصاً على أن سيدنا “موسى” أمه من بلاد كوش.. بل هم يعتقدون أن بلاد كوش هي مولد كل الحضارات، وذلك ما يفسر أنهم يركزون على هذه المنطقة.. وهذه حقيقة لا بد من الإشارة لها، أن الفراعنة المصريين وملوك النوبة السودانيين عنصرهم واحد ومن أثنية واحدة وهو العنصر النوبي، وحتى الفراعنة تجد فيهم السمرة والملامح الموجودة في شمال السودان.. وكان العنصر واحداً، لذلك من قرأ اللغة النوبية القديمة يستطيع أن يحل الرموز والإشارات حتى في أحداث الفراعنة.. مثلاً كلمة “نيل” تعني مكان الشرب، ومصطلحات كثيرة يشترك فيها البلدان، ما يعني أن العنصر التاريخي واحد.. يعني هنالك آثار قديمة يبحث الناس عنها.. وينفضون عنها الغبار.. لأن التاريخ السوداني هو أكثر تاريخ ظلم في العالم، إما بسبب إهمال أهله وإما من تغول جيرانه عليه.
{ حديثك يعني أن النبي “موسى” من بلاد السودان؟
– نعم ميلاده كان في منطقة شمال السودان.
{ في أي المناطق؟
– إذا قلنا كما ذكر المفسرون إن السحرة كانوا من منطقة دنقلا، إذن سيدنا “موسى” مولود قريباً من هذه المنطقة.. بين دنقلا إلى منطقة أسوان في الشمال.
{ حديثك يعطي اليهود الحق التاريخي” أرضك يا يهوذا من النيل إلى الفرات”؟
– إذا قلنا إن سيدنا “موسى” من هذه المنطقة، ذلك لا يعطي اليهود حقاً.. لأننا أحق بـ”موسى” منهم.
سيدنا “موسى” انتسب لهذه المنطقة بأمه.. إذن حدث تزاوج وتصاهر.. الجالية اليهودية جاءت مع النبي “يوسف الصديق” وأقامت في مصر.. والجالية اليهودية بعد النبي “يوسف الصديق” استولت على الحكم في مصر (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا…)، وجعلت مملكة لليهود.. وقبل ذلك كانت موجودة ولا نقول يهودية، لأنها كانت قبل “موسى”.. وكانت تسمى الجالية الإسرائيلية منسوبة إلى سيدنا “يعقوب” عليه السلام، وذلك يعني أن نسب سيدنا “موسى” إلى هذه الأرض بأمه ونحن نتشرف بذلك.. ولا يعطي حقاً لذوي الأجناس والأشكال المختلفة أن يتغولوا على هذه الأرض وأصحابها فيها.
{ تابوت “موسى”؟
– لم تتحدث المراجع عن تابوت “موسى”، وإنما تحدث القرآن عن هذا التابوت الذي فيه بقية مما ترك آل “موسى” وآل “هرون”، وليس هذا التابوت الذي حمل عليه “موسى ابن عمران” يختلف والتابوت المعني الذي يضم بقايا آثار سيدنا “موسى”، بقايا قميصه وآثاره كانوا يتبركون بهذا التابوت.. وهو في بلاد الشام وليس في هذه المنطقة.. ونحن نقول إن النبي “موسى” ينتسب لهذه البلاد بأمه.
{ هنالك بعض اليهود يقولون إن كرسي سيدنا “سليمان” مدفون في جبل البركل، وهو جزء من البشارات بعودة مملكة اليهود؟
– البحث عن كرسي “سليمان” في السودان خطأ، لأن مملكة سيدنا “سليمان” كانت في بلاد الشام.. وليس هنالك سبب يأتي بكرسي النبي “سليمان” لهذه المنطقة.. إلا أن تكون حدثت سرقة للكرسي وتم ترحيله من بلاد الشام، وحقائق التاريخ تؤكد على أن مملكة سيدنا “داوود” ومملكة سيدنا “سليمان” كانت في بلاد الشام وليست على هذه الأرض.
{ خاتم الملك السليماني؟
– هذا سر من أسرار الله لا يعلمه إلا هو.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية