ربع مقال

هل نحن عاجزون .. عودة لوجهة نظر ..!

د. خالد حسن لقمان

“محمد إسماعيل عبدالقادر” أحد الإخوة المغتربين الذين أتاح لهم زمان غربتهم المريرة أن يروا وطنهم من الخارج ومن على مكان عالٍ مشرف على كل مساحة البلد وقد أثاره أخيراً ما جاء في هذه الزاوية خلال الأيام الفائتة بشأن التساؤل حول حال بلادنا الاقتصادي المتأخر وتساؤلنا حول إذا ما كنّا بالفعل عاجزون عن إحداث النهضة المرجوة وفق ما يرى منا ذلك عدد من الإخوة الأشقاء العرب .. يقول الأخ “محمد إسماعيل” في رسالة بعثها رداً على ما أوردناه في هذا بقوله :
السلام عليكم د. خالد
يسعدني أن اطلعت على ربع المقال وتمنيت إن كان كل المقال ولكن لابأس وأحب أن أدلو بدلوي المتواضع رغم عدم تخصصي في هذا المجال، ولكن خبرتي في مجال الموارد البشرية لابأس بها خاصة في الإصلاح الإداري وتنمية الموارد البشرية ..
ما ذكره الشابان عين الحقيقة حيث زرع الاستعمار فينا العمل الأكاديمي دون التقني والفني بمعنى الوظيفة الإدارية دون التخصص التقني وكلية “غردون” تخرج إداريين وموظفين فأصبح التعليم بعد ذلك أكاديمياً ونظرياً فقط، فكان المهندس الزراعي أجنبياً، وكل الوظائف المهنية أجنبية أما السوداني كان حافظ ملفات وكاتب خطابات فقط ودارساً للحقوق أو القانون دون التعليم المهني، ولك أن تتخيل معظم الأراضي الزراعية حواكير موروثة جداً عن أب وآباء هؤلاء الأجداد يرسلون أبناءهم لدراسة غير الزراعة، ويا ولدى مالك ومال شغل الحفر والطورية امش اقرأ ليك قراية زين تنفعك، فأصبح الشعب السوداني شعباً أبوياً، شعباً اتكالياً يعتمد على الغير ولا يكلف نفسه التعب داير الجاهز وحتى التعليم العالي والبحث العلمي لم يؤسس للقواعد والمنهج التقني مثال الثانوي والأوسط تمهيداً للدراسات الجامعية أو الكليات المهنية، الواحد تلقاه من الثانوي للجامعة كان علمي ولا أدبي يدخل كلية مهنية أو شبه مهنية ويطلع خبيراً أو متخصصاً ورغم ذلك هنالك مجالس يسيطر عليها الذين درسوا العلم نظرياً دون الممارسة الميدانية، مثال ذلك خريجو البيطرة والإنتاج الحيواني بجامعة السودان الدفعات الأولى قبل سحب الإنتاج الحيواني وإضافته للبيطرة هذا الكلام قبل تحويل المعهد العالي إلى جامعة السودان، أسف على الإطالة ولكن أصبح الأجداد والآباء والأبناء معظمهم أبويين، ماذا ترجو منهم الآن. لي تجربة في تشغيل الخريجين يا دكتور إن سمحت لك الظروف والإطلاع لما كتبت سوف أسردها من واقع عملي السابق بالإصلاح الإداري .. انتهي حديث الأخ “محمد إسماعيل”.
– أوافقك في كل ما ذهبت إليه أستاذ “محمد” .. إذاً نحن في حاجة لثورة معرفية – ثقافية – اجتماعية – سلوكية عامة .. ولكن( ما ) و( من ) يجب أن ننتظر في رأيك يا “محمد” ليفعل ذلك..؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية