رأي

فنجان الصباح..

أحمد عبدالوهاب

الصلاة على الإنسان كتاباً موقوتاً، ترتبط بحركة الشمس الظاهرة ، قبل الشروق بنحو ساعة ونصف، ثم بعد ما تتوسط كبد السماء، ثم بعد ما تميل وتتضاعف الظلال، ثم بعد ما تغرب، ثم بعد ما يختفي الشفق الأحمر.
الزمن مطية إلى الآخرة
…. …. …. ….
وكما يرعى المسلمون الشمس لضبط فرائض الصيام والحج، فإن الزمن في حياتهم مطية إلى الآخرة، وقد لفت النبي صلى الله عليه وسلم أنظارهم إلى الشمس وهي في سمائها الصاحية، والى القمر وهو بدر تم، وأشعرهم بأنهم سوف يرون ربهم في الدار الآخرة بهذا الوضوح ..
أفما ينبغي الاستعداد لهذا اللقاء بأعمال تنضر الوجوه وتجمل العقبى.؟
إن أهم الأعمال أن يذكر هذا الرب فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر، وألا تكون مخلوقاته حجاباً دونه، أو عقبات أمام ما يجب له..
وقد كان “محمد” عليه الصلاة والسلام رباني الشعور والسلوك، يستغل كل شيء لتحية الله، وإعلان حبه، وتقرير وحدانيته.. إنه قلب عابد يرصد الزمن الدوار ليحمد مقلب الليل والنهار.. ويتفاءل بنعمة قادمة، ويشيع نعمة ذاهبة، إن الزمن عنده هبة مبذولة في طاعة الله، وهو ما يضيع من هذا الزمن السائر لحظة في لهو أو غفلة، انه في صلاة، وصيام، وجهاد سعي دؤوب لقيادة الخلق إلى الله.
الشيخ محمد الغزالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية