عز الكلام

خافوا الله في هذا الوطن الممكون

عز الكلام


واضح جداً أن هناك عقبات كبيرة وخطيرة تواجه مفاوضات وفد السلام في جوبا، وواضح جداً أن وفد الحركات (رافع قزاز) ويحاول أن يفرض شروطه المنطقي منها وغير المنطقي، وواضح جداً أن هناك حالة ململة من جانب الحكومة مما استدعى رئيس مجلس السيادى “عبد الفتاح البرهان” لاستدعاء وفدها، وأرجو أن يكون قد فعل ذلك بعد تصريح عضو وفد التفاوض “التعايشي” بأنه تم الاتفاق على تسليم “البشير” للمحكمة الجنائية، وهو حديث يرفضه أي سوداني حر ليس انحيازاً لـ”البشير” في شخصه وحزبه ولكنه مبدأ وثوابت، ولو أن “التعايشي” نفسه طالبت به الجنائية لوقفنا ذات الموقف انحيازاً لسيادة بلادنا وشرفها الذي أصبح معروضاً للبيع والشراء على طاولة مجلس الأمن والأمم المتحدة، إلا أن المؤسف الذي يدعو للبكاء على هذا الوطن أن مجمل الأيام الفائتة أكدت أن هناك عدم انسجام وتناغم بين مكونات الحكومة، وكل واحد (شايت) في الاتجاه الذي يراه صحيحاً ومناسباً من وجهة نظره، والدليل على ذلك، هذا التصريح المشاتر لـ”التعايشي” الذي سيفتح الباب لحالة من الشد والجذب (تجوط) الحكاية أكثر مما هي (جايطة) وتعرض البلد لهزات هي في غنى عنها، وهذه الحركات التي تضع كل صباح عقدة على منشار المفاوضات لن تتنازل ما لم يمزق هذا المنشار بطن الوطن، ويجعل الدماء تنزف حد الموت، ودعوني أقول إن هذه الحركات برهنت أنها عير جادة في عملية السلام، وقرارها ليس بيدها لأن المنطق يقول إن كثيراً من عقبات التفاوض التي كانت تعيقه مع الحكومة السابقة، ونقاط الاختلاف الكبيرة قد زالت إلى حد كبير بزوال النظام السابق، ويفترض أنه إن كانت هناك نوايا حسنة وغيره على هذا البلد، ورغبة في إنهاء أزماته أن يتجاوزوا كثيراً من النقاط لدفع عجلة السلام، لكن واضح أن الحركات تتمنع و(تتدلع) وتطالب وتناور وعندما تنتهي من لعب هذا (القيم) ستجد الهامش الذي تتبنى قضاياه قد سفَّ التراب وانقرض ومات.
يا ساده الشعب السوداني الآن مشكلته ليست في تسليم “البشير” للجنائية، لأن تسليمه لن يوفر الدقيق للمخابز والبنزين في الطلمبات، أو يجعل الدولار (يموت في العشرين) أو حتى الثلاثين.. يا سادة يا كرام تحلوا بالمسؤولية، وارتفعوا لمعاناة هذا الشعب الذي تحول لأضحوكة، والفضائيات تسجل صفوف الخبز التي لم تحدث في الدول التي تعاني حرباً ونزاعاً ومليشيات مسلحة.. ما يحدث لبس فضيحة في حق هذه الحكومة، لكنه فضيحة في حق الوطن وأهله الصابرين.. ما يحدث كارثة بمعنى الكلمة لأنه ليست هناك حلول تطرحها هذه الحكومة المصابة بحالة شلل غريب، وقد كنا نظن أن وزراءها سيتحركون كما النحل في كل الاتجاهات داخلياً وخارجياً، يستنبطون الأفكار ويتألقون بالحلول، ويتبارون نحو الإنتاج، لكنهم للأسف أحبطونا، وكسروا مجاديفنا، وأدخلونا في نفق بلا نهايات، وأكدوا أنه ليس لديهم استعداد حتى لسماع الآخر، وأي صوت ناقد هو (كوز) ومندس ودولة عميقة، وكأن هذه البلد قد خلت من الوطنيين الخلص الذين لا يحملون انتماء ولا يعترفون بعصبية، ويشهد الله أنه يؤلمنا ويطيِّر النوم من عيوننا أن تمضي بلادنا نحو الهلاك، وبشهد الله أننا مستعدون أن نؤيد الجن الأحمر والشيطان الأكبر من أجل الغبش والتعابى وعيون أطفالنا وأحلام شبابنا، لكن (قحت) مصرة أن تمارس أسلوب (كل من هو ليس معي فهو خصمي وعدوي اللدود).
الدائرة أقوله إن البلاد الآن في امتحان صعب، تظهر فيه معادن أبنائها إن كانوا حكومة أو معارضة أو حركات مسلحة، وإلا سنصحو ذات صباح نبكي على وطن أضعناه وشعب خذلناه.
والله غالب
كلمة عزيزة
اتصل عليَّ أمس، عدد من المواطنين متسائلين عن سبب قفل (مستشفى النو) تماماً بأمر من مديرته، بعد حادثة وفاة شاب داخل العملية، وبالتالي ضياع فرص الاستشفاء والعلاج لمرضى ليس لهم ذنب، بالمناسبة مديرة المستشفى وبقرار منها منعت التخفيض لأي شخص مهما كانت حالته، حتى العاملين في المستشفى، ونسيت الست المديرة أن مهنة الطب مهنة إنسانية خاصة في بلادنا الممكونة هذه.!
كلمة أعز
ننتظر نتائج التحقيق في ملعوب دورة الإذاعيين إلى مصر يا وزير الإعلام.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية