عز الكلام

هل اشترينا الترماي؟

عز الكلام

بعد أن تخطى الدولار حاجز المائة جنيه، وبعد الارتفاع الجنوني في الأسعار، أصبحت الحكومة الآن في مواجهة حقيقية مع المواطن السوداني، وأصبح التحدي والمواجهة لا تقبل أنصاف الحلول، لأن الأمر فاق حد المقبول والمنطق والمعقول، والحكومة تبدو الآن في موقف العاجز الذي لا يملك الحلول، بل إنه موقف التائه الذي يدور حول نفسه بلا رؤى ولا تخطيط ولا أي سيناريو يرسم تفاصيل الحاضر والمستقبل وحكومة (قحت) الآن في موقف لا تحسد عليه، وهي تبدو بهذا العجز الرهيب والفشل الكبير، وقد بدأت تفقد حتى مناصريها والمدافعين عنها من كبار الناشطين الذين زلزلت تسجيلاتهم وفيديوهاتهم الإنقاذ، وكان لهم دور كبير في الحراك الشعبي، وواضح أنهم اشتروا الترماي، وحكومة (قحت) الآن عاجزة ومشلولة لا تملك حلاً لأي مشكلة، والأزمات تتصاعد من حولها، والمشاكل تتضاعف بشكل رهيب، واقتصادنا يمضي نحو الهاوية، وينحدر نحو الحضيض بجدارة، طيب الحل شنو؟ ما هي نهاية هذا الفيلم البائخ، ما هو مصير الغلابى والغبش الذين احتفوا بالثورة، وناصروا الحكومة، بل ودافعوا عنها ومنحوها التأييد المطلق وما كان بقبلوا فيها الكلمة، الحل شنو؟ سؤال نوجهه مباشرة للسيد رئيس الوزراء الدكتور “حمدوك” الرجل الذي أصبح عند الشباب عقيدة ومبدأ، وعقدوا عليه الآمال الكبار. الحل شنو؟ في مواجهة تصاعد سعر الدولار المخيف الذي يبدو أنه ارتفاع لا سقف له لأنه ببساطة ليست هناك حلول مطروحة ولا مقترحات على أرض الواقع يا جماعة، حتفضلوا لمتين ماكلين سد الحنك وساكتين على هذا التدهور المريع، تاني بسألكم الحل شنو؟ كيف سنخرج من هذا النفق ياخي؟، إذا كان الحل في رفع الدعم عن الخبز والوقود ارفعوه، على شرط أن تتحوطوا لتبعات هذا الرفع، وتشددوا آلياتكم وأجهزتكم لمراقبته، والتأكد أنه يصل للشرائح المستهدفة والمستفيدة منه، لأن رفع الدعم هو آخر العمليات الجراحية التي ننتظر أن تعجل بشفاء الأزمة السودانية، صحيح هو علاج مر وصعب، لكن يبدو أنه ليس هناك ما ليس منه بد، وهي الطريقة الوحيدة لوقف سيل الأزمات التي تتصاعد على المشهد الآن وصفوف الرغيف تتطاول إلى مدى لا يتصوره عقل، ولا يستطيع المواطن اللجوء لأي حلول بديلة، لأن عيش الكسرة أصبح أكل المرفهين والأغنياء، تخيلوا أننا وصلنا مرحلة تتعزز فيها الفتريتة، وتصبح عصية على أصحاب الدخل البسيط، أها ما الذي تبقى لنا لنجعله خبزاً لأطفالنا سوى هذا التراب الذي نمشي عليه، وأخشى أن يدخل ذات صباح هو الآخر للسوق الأسود.
نعم بكل أسف الصورة قاتمة، والوضع غير مفهوم، والحكومه صامتة صمت أهل القبور، ليس هناك شخص واحد قادر على منحنا الوصفة، ولا حتى التشخيص، فإما أننا ننتظر معجزة من السماء أو حلولاً ملائكية ليست من صنع البشر، يا جماعة الخير اعتبروه النداء الأخير لإنقاذ هذا الشعب المسكين الذي يعيش المعاناة صباح مساء، يا سادة الناس تلوك الصبر الجميل وتتجرع مرارات المسؤولية الصعبة، تنتظر منكم الحلول، تنتظر منكم المعالجات، تنتظر الفرج من رب السماء.
كلمة عزيزة
هذا الغلاء سيقودنا إلى كارثة لا يعلم مداها إلا الله اعترفوا بفشلكم، وكشف ورقكم و(حنكم الطلع بيش) وعجزكم في تقديم أشخاص بقامة حكومة الثورة، اعترفوا بعجزكم في إدارة الدولة.. كان الله في عون شبابنا الذي صنع الثورة ودافع عنها بأجساده.
كلمة أعز
يا ناس (قحت) هل اشترينا الترماي؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية