رأي

على فكره

كمال علي

انتبهوا أيها السادة

نبه الفريق “خالد بن الوليد” مدير شرطة ولاية الخرطوم إلى ضرورة الانتباه من قبل المجتمع على المستويين الرسمي والشعبي إلى الواقع المرير الذي يقود إلى جرائم دخيلة وغريبة على مجتمعنا.
وقال في مؤتمر صحفي متعلق بكشف ملابسات الجريمة المروعة التي راحت ضحيتها فتاتان في مقتبل العمر، إثر تعرضهما لاعتداء آثم من قبل ذئبين بشريين؛ الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات الملحة عن الأسباب التي تقود إلى هذا السقوط الفاحش وتلك الاعتداءات الآثمة.
الشرطة تقوم بواجبها تماماً تحت كل الظروف، وتكثف الجهود للحماية واستباب الأمن، وتبذل لأجل ذلك جهوداً مقدرة، وتقدم تضحيات جسيمة وتكون في الموعد دايماً.
لكن أهم ما خرجنا به من ذاك المؤتمر الصحفي، هو التأمين على ضرورة منع الجريمة قبل وقوعها، واستباق المجرم قبل أن ينفذ أجندته الخبيثة، ويقضي على أرواح بريئة ويقض مضجع المجتمع، ويعكر صفو الحياة الآمنة المطمئنة.
لولا جهود الشرطة التي أفضت إلى توقيف الجناة ربما كانت هناك ضحية ثالثة كانت تنظر دورها وميقاتها بعد يوم واحد من القبض على المجرمين، لكن عناية الرحمن ألهمت الشرطة التوفيق، ونجت الفتاة، ويا عالم على من كان سيكون الدور بعدها؟ لأن ساقية الدم والأشلاء كانت ستدور.
الطريقة البشعة والغريبة والدخيلة التي ارتكبت بها تلك الجرائم تشي بأن هناك خطأً ما وأمراً غريباً يدخل على مجتمعنا من الأبواب الدخيلة، حيث تسيطر المخدرات والحبوب والعقاقير بأنواعها المختلفة على عقل وتصرفات بعض الشباب، وتقود إلى دمار شامل وتحطم تام للمستقبل وقلق يصيب المجتمعات ويصيبها بالأرق والذعر.
هذه التفلتات ينبغي أن تقابل بالحسم والردع، مع ضرورة دراسة الظاهرة من قبل المختصين، وإخضاعها للدراسة حتى نتبين مواقع الخلل، ونتحسب فلربما القادم أخطر.
لابد أن تعي الأسر أبعاد دورها في التربية والمتابعة، ولا تنشغل بسبل كسب العيش التي صارت متعثرة، فنحن لا نملك أغلى من فلذات أكبادنا، فلا نتركهم نهباً للحيرة والضياع، وفقدان البوصلة والاتجاه.
كشفت الجريمة عن وجود شقق تمارس فيها أفعال خارجة على القانون، ويتم التخطيط فيها لطرق كسب المال والمتعة الحرام، ومن ثم تقع الجريمة وتكون النهاية المحزنة.
لا أفهم كيف يغيب الشاب أو الفتاة عن منزل الأسرة لعدد من الأيام بدعاوى ملفقة، قد لا تقنع؟، لكن الأسرة تحني الرأس لتمر العاصفة وتنشغل بأسباب المعيشة.
تكثيف الجهود من أجل المنع ضرورة يحتمها واقعنا الراهن، وهذه مسؤولية مجتمعية وواجب منوط به الجميع حتى نحمي مجتمعنا ونحصنه ضد كل عادات دخيلة ونمنع وقوع المصيبة، قبل أن يقع الفاس في الرأس، وتضرب تداعيات الكارثة كل المجتمع.
نحي الشرطة بكل إدارتها ونثق أنها العين الساهرة واليد التي تبني وتحمي وتحصن المجتمع ضد الهجمات البربرية الشرسة، ولابد من اندلاع حملات التوعية التنبيه لضرورة أن تعمل الشرطة في ذات النسق مع فعاليات المجتمع في الحفاظ على أمنه، ويجب توفير كل الإمكانات من أجل مشروع قومي للحماية المجتمعية، حتى لا ننزلق في مستنقع العنف والفوضى والمخدرات والاغتصاب والفحشاء.
نسأل الله تعالى أن يحمي مجتمعنا ويقيه غائلات الزمان ومحنه، ويهدي الجانحين والمتفلتين، ومعاً نحو مجتمع معافى من الكوارث.
والله المستعان

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية