بكل الوضوح

بكل الوضوح

عامر باشاب

أسود حديقة القرشي وأسد أفريقيا ..!!

{ الأوضاع الصحية السيئة والأحوال المتردية التي عاشتها حيوانات حديقة القرشي وتحديداً (الأسود) تؤكد حتى الحيوانات تأذت من السياسات الخاطئة لقادة النظام البائدـ وعلى رأسهم كبيرهم المعزول الذي حمل زيفاً لقب (أسد أفريقيا)، وكان نتاجها أزمات خانقة في كل الاتجاهات قضت على الأخضر واليابس ودمرت كل شيء في أرض الخير.
{ ومأساة أسود حديقة القرشي التي جعلت الأطفال الصغار يذرفون الدموع ويسابقون الكبار للإسراع في عملية إنقاذها من الموت جوعاً، هي بالحق جريمة ضد الحيوان تؤكد بأن بني البشر ليس هم الوحيدين الذين حوصروا طيلة سنوات الإنقاذ داخل محرقة المعاناة والأزمات اليومية، وليس وحدهم من يعيشون واقعاً مريراً بعد أن فقدوا أبسط مقومات الحياة، فها هي الحيوانات البرية حالها كحال غالبية الشعب السوداني، والفرق الوحيد أن الحيوانات لم يكن لها حيلة توصل بها شكواها من نقص في كل متطلبات الحياة، فظلوا طيلة السنوات الماضية يتطلعون بصمت في وجوه المسؤولين والزائرين ولسان حالهم الشكوى من المعاناة ومن أوضاعهم المتردية إلى أن جاءت صرعة الجوع وكانت بمثابة صرخة الموت التي أوصلت صوت شكواهم للمتحكمين أو الحاكمين الآن لعلهم يسمعون.
{ الأسود المنكوبة وغيرها من الحيوانات التي عانت ما عانت من الإهمال والتهميش بل والاضطهاد والذل تأتي في مقدمة الكائنات الحية التي عانت من بطش واستبداد وظلم قادة النظام البائد، حيث تم تشريدهم من ديارهم (حديقة الحيوانات) والقاصي والداني يعلم أن الأرض الوقفية التابعة لأوقاف مسجد أرباب العقائد (فاروق العتيق) التي ظلت تستضيف مملكة الحيوانات منذ تأسيسها في العام 1902 واغتصبت منهم دون بدائل تعويضية، حيث استولى عليها بعض تماسيح وحيتان الفساد وقاموا ببيعها للرئيس الليبي “معمر القذافي” الذي شيد بدلاً منها فندق (برج الفاتح) عبر صفقة رئاسية أخذ التماسيح البشرية من ورائها ما أخذوا من (الكومشنات الدولارية المليارية) وتركوا الحيوانات مشردة بين المنتزهات والحدائق الصغيرة متحسرة على أيام النعيم التي عاشوها بالحديقة الكبرى التي تعدّ ثاني أكبر حديقة حيوان في أفريقيا، وكانت تضم كل أنواع الحيوانات من ذوات الثدي والزواحف المائية والبرية والطيور النادرة.
{ وضوح أخير:
{ معاناة أسود حديقة القرشي مع الجوع والأوضاع السكنية المزرية لم تكن الأولي، ففي أواخر العام الماضي وتحديداً في شهر نوفمبر من العام 2019 تناقلت الأجهزة الإعلامية أن الجوع أدى إلى هروب أسد ولبوة من داخل حظائر منتجع باسقات السياحي الذي يملكه قيادي إسلامي حسب ما ورد في الأنباء، وحينها اللبوة الجائعة اغتيلت رمياً بالرصاص ولا ندري حتى الآن ماهو مصير الأسد.
{ للأسف الشديد اللبوة خامسة أسود حديقة القرشي فارقت الحياة بالأمس، لم تفلح كل الإجراءات الإسعافية الفورية في إنقاذها وصغيرها (الشبل) الذي لم يخرج من أحشائها هو الآخر فارق الحياة وبقية الأسود حتى الآن في حالة صحية حرجة.
{ حقاً في كل يوم يتأكد للجميع بأن المخلوع لم يكن يستحق لقب (أسد أفريقيا) لأن الأسد الحقيقي هو من يسعى جاهداً على توفير كل سبل الحياة للإنسان والحيوان.
{ تموت الأسود جوعاً ولحم الضأن يستمتع بأكله (القطط السمان) خارج وداخل القفص !!!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية