الديوان

الفنانة “بسمة حسين” في لقاء مع (المجهر)

الثوب القومي في طريقه للاختفاء وأنا ضد البلاي باك وهذا رأيي في أغنيات (الزار(
الخرطوم: خديجة الرحيمة
ظهرت الفنانة الشابة “بسمة حسين” خلال الفترة الماضية من خلال مسرح المنتديات الثقافية والأدبية، واستهدفت ذواق يفضل جلسات الاستماع والأغاني ذات الكلمة الجميلة واللحن المموسق إلى جانب الأداء الطروب، ووجدت الفنانة الإشادة من خلال البرامج التلفزيونية التي أطلت عبرها واستطاعت ربط الأغنية السودانية بالمسارح الدولية من خلال مشاركاتها الخارجية، وهذا ما فتح الباب أمام صوتها لمعانقة جمهور متنوع الإيقاعات والسحنات وهذا ما مكنها في فترة وجيزة، ولها لونية مميزة بالمزج بين ثقافات موسيقية سودانية وعربية أفريقية.
= لماذا هذا الاختفاء في الفترة الأخيرة ؟
ليس كسلاً بل تريث في تقديم الأفضل والأجود وأنا أسيطر على خطى في مشروع محدد وضع لبناته منذ قررت أن أدخل ساحة (الغناء).
= هذا السبب ليس كافياً ؟
هناك ظروف أقوى لا صلة لها بالفن، حالت دون تواصلي بشكل مستمر، أذكر منها سفري المتواصل وطبيعة انشغالي ببعض الأعمال الأخرى، هذا لا يعني أنني غير مركزة على هذا الجانب وأتعامل معه كهواية بل باحترافية وللارتقاء بأعمالي الأدبية الخاصة التي من شأنها أن تضيف ألقاً جديداً.
= هل هناك جديد في الأيام القادمة؟
= استعد لتدشين أعمال متنوعة منها أغنيات كبيرة لشعراء لهم وزنهم في الساحة وهنالك كثير من الأعمال في طريقها لرفد الساحة الغنائية بكلمات وألحان عباقرة الكلمة واللحن، وعن عدم أطلالتي طوال الفترة المضت في الفضائيات، ليس موقفاً رافضاً للإعلام، ولكني لا أحبذ الظهور على الأجهزة الإعلامية دون مناسبة تعطيك حق الظهور.
= كيف الوصول إلى القمة؟
معظم المطربين يعتبرون أن الوصول للقمة يمكن أن يحدث بأغنية، وفي رأيي هذا اعتقاد غير صحيح، وصعوبتها تكمن في كيفية المحافظة عليها، ولهذا السبب غير مستعجلة.
= أين هي الأغنية ذات الرسالة؟
اتفق معك الأغنية الهادفة غائبة نوعاً ما حالياً ويجب على جيل الشباب تقديم أغنيات ذات رسالة هادفة تضيف حدثاً جديداً للمستمع، ولكن حقيقة هناك نصوصاً جيدة.
= ماهي أسباب غيابها ؟
أسباب غيابها عصر السرعة الذي بات عنواناً لكل شيء، فبعض الفنانين يكتب نصاً ويقوم بتلحينه في ساعة أو نصف..
= هل من عودة لها ؟
ذكرت الأسباب التي حالت دون تسيدها في الفترة السابقة وبإمكان الأغنية الرسالية أن تندر ولكنها لا تموت.
= هل أصبحت الأسافير مسرحاً بدلاً عن مسارح الواقع ؟
فعلاً هناك أصوات فرضتها التكنولوجيا علينا ليس بالقدر الذي يمكنهم من تقديم عمل يرضي تطلعات الجمهور، ولكن بالنسبة لنفسي فأنا لست ضد التكنولوجيا في حد ذاتها، فهي وعاء نستطيع عبره توصيل أعمالنا وأفكارنا، ولكن يجب أن لا نعتمد عليها بشكل كامل.
= هل أنت مع تقنية (البلاي باك) وهل نافست الأوركسترا ؟
البلاي باك ليس فيه أي متعة لعدة أسباب، أولها عدم الانسجام، ويلغي هيبة الفنان بظهوره كاملاً بأوركسترا، ولكن نسبة لظروف الاستوديوهات التي باتت غير مجهزة، لذا لجأ المطربون لمثل هذه التقنيات.
= هل نجحت حواء في مجال الفنون والحراك الوطني؟
دور المرأة في الحراك الثقافي كبير وهي صاحبة إسهامات كبيرة في تفعيل الحراك، وساهمت في المبادرة الوطنية داعمة للسلم، وغنت للوطن وللجيش، ولا ننسى دور الحكامة في وضع حلول للكثير من القضايا وقادت المواكب و(صبتها) في الاعتصام.
= ما هي العقبات التي واجهت دخولك المشهد الفني؟
لم تواجهني أي مشاكل في هذا الإطار، بل العكس هو الصحيح فهذه المهنة أكسبتني احتراماً كبيراً، ولو خيروني بين الزواج والغناء سأختار الغناء وافتخر أني فنانة.
= البعض يقول إن الوصول للقمة مربوط بتنازلات، ما مدى صحة ذلك؟
ما يروج عن أن معظم المطربات يقدمن تنازلات من أجل الوصول للقمة، هذا حديث غير صحيح، فالقبول من عند الله سبحانه وتعالى والباقي بالاجتهاد، بل وعكس ذلك فهناك فنانات صاحبات أصوات جميلة لم يجدن الدعم.
= ماهي أسباب غياب غناء البنات ؟
المطربات صدحن لسيد الكارو وللأستاذ: (يا ماشي لباريس جيب لي معاك عريس شرطاً يكون لبيس ومن هيئة التدريس). ولا أريد أن أقول إنه غاب بالكامل، فالظروف المحيطة بنا حالياً ساهمت في ندرته.
= انتشر بشكل واسع في الآونة الأخيرة غناء الزار ؟
عادة لقينا أجدادنا بعملوا بيها ولا اعتراض عليها لكني ما بغني غناه مشاهدات وتصورات.
= أهملت الفنانات الثوب السوداني ؟
الثوب القومي يمضي الآن نحو الاندثار، وللحقيقة هو جميل ويجب الاعتناء به والمحافظة عليه، يكفي تميزه عن غيره من الشعوب.. ويجب ألا يقف دورنا بالمحافظة عليه فقط يجب أن نسعى لتطويره وممكن تقول: (أنا دايرة الشعب يفتخر بنفسو وعزتو والثوب القومي شرف وكرامة)، وصراحة مظهر الشارع العام بقى (بايخ) (لبس كيف كيف طلبة الجامعات شكلهم كيف كيف) يجب أن يسعى القطاع العام والخاص والمؤسسات التربوية إلى تشجيع الانتماء والقومية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية