رأي

فنجان الصباح.

. أحمد عبد الوهاب
سلام جمهوري للفكر الجمهوري


لو أن حكومتنا الموقرة حلت معضلات البلاد.. لو أنها استجابت لمطالب الشعب، ولو أنها خاطبت أمهات القضايا.. ووفرت الخبز والوقود والدواء والمواصلات، وضبطت الأسواق، وكافحت الملاريا، وبسطت الأمن، لوجدنا لها عذراً، وهي تبعث برئيس وزرائها ليزور منزل الأستاذ “محمود محمد طه” على شرف الذكرى (٣٥) على إعدامه بتهمة الردة.. ولعذرنا السيد وزير الأوقاف، وهو يدعو اليهود للعودة للسودان.. أو هو يبحث عن عبَدَة الأوثان.. وفي الأثناء وزيرة تقيم دورياً في كرة القدم للنسوان.. وآخر كل همه تجفيف المناهج من القرآن..
لقد مر عام كامل على ثورة ديسمبر، زار “حمدوك” فيها نيويورك، وحج إلي الأليزيه، واعتمر في (كاودا)، وتشرف بزيارة قبر “جون قرنق”.. ولم يكلف نفسه أداء العمرة، أو زيارة قبر النبي الأكرم.. “ص”..
وقد تفرغت حكومته لتمكين جديد.. ونجحت في تعبئة السجون بسجناء بدون تهم، وملء الوظائف بكوادر بدون فهم..
لقد حلت الحكومة الرشيدة أزمات بلادنا كافة، ووفرت الخبز والأدوية المنقذة للحياة.. وجففت طوابير الوقود، وجعلت من أزمة المواصلات مجرد ذكريات.. وصار العلاج مجاناً والتعليم إلزامياً.. وحظي الطلاب بوجبة إفطار مجانية..
ولم يبق أمام الحكومة سوى تحدٍّ واحد، ومهمة يتيمة، وهي أن تطلق اسم زعيم الفكر الجمهوري على شارع (الجمهورية).. وتعهد للدكتور “القراي” بإصدار مجلة (الرسالة) الثانية، وتجعل من أحد الأناشيد العرفانية محل (النشيد الوطني).. والسلام الجمهوري.. وتضم (السوافي السبع) للأستاذ “محمود” إلى الوثيقة الدستورية، لتكون (سوافيها) أعمدة لتفكيك الدولة العميقة.. واقتلاع جذور التمكين الضاربة في الأرض الحبيبة.. إن دولتكم يا دولة الرئيس تضيق يوماً بعد آخر بالرأي الآخر.. وتسرع الخطو نحو تكميم الأفواه من الكلام، وتفكيك المنظومة العسكرية، لصالح جيوش الفتح.. والفتك.. وصناعة سلام على مقاس الهامش، والسماح بهامش حريات على مقاس ماسورة البندقية..
فأل الله ولا فألكم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية