مسالة مستعجلة
نجل الدين ادم
جولات الإمام
في ظل التدافع السياسي حول إزالة التمكين، وغليان الزحف الأخضر، ومطالبات الجبهة الثورية من جهة، وقطاع الشمال من جهة أخرى، وظهور مطالب العلمانية والمحكمة الجنائية آثر السيد “الصادق المهدي” أن ينحو طريقاً آخر، وهو يتحسس جماهيره، فقام بجولات مكوكية بدأها منذ فترة ليست بالقصيرة جاب خلالها عدداً من عواصم الولايات، والتقى وخاطب الجماهير الأنصارية التي ما إن تسمع بمقدمه، إلا وتجدها حاضرة، لتعيد معه أشواق الديمقراطية الثالثة.
رسائل عدة ظل يبعث بها الإمام “الصادق” خلال لقاءاته الجماهيرية بالمركز والولايات، وفي كل واحدة منها تكون هناك رسائل مختلفة ذات هدف ومغزى سياسي، “المهدي” عمد إلى تذكير الرأي العام، بل الأحزاب بجماهيريته عندما قال إن جماهيره هي الأكثر، زار “المهدي” الجزيرة أبا بولاية النيل الأبيض معقل الأنصار وحزب الأمة، وكذلك ولاية سنار، والقضارف، وأخيراً الولاية الشمالية مسقط رأس الجذور.
“المهدي” كانت له رؤية خلال هذه الفترة حول عدد من القضايا محل الخلاف، ولكنها لم توقف تحركاته، فيبدو أنه يريد أن يجول كل ولايات السودان بما هو أشبه بالحملات الانتخابية المبكرة، وقد نبه الحكومة الانتقالية إلى بعض الملاحظات المهمة في ما يتعلق بالأداء العام، وإكمال هيكل الحكومة بخاصة في جانب تعيين الولاة، وقد كان واضحاً فيها وهو يقول إما اعتماد الأوزان الجماهيرية في المعالجات، وإما الانتخابات المبكرة، وهذا أثار عليه سخط البعض.
أجد نفسي من خلال الوقائع داعماً لمنطق الإمام في إدارة شأن الولايات في حال كان الخيار تعيين ولاة مدنيين بأن يكون المعيار هو الجماهير، ويبدو أن الإمام مطمئن للغاية لموقفه الجماهيري، وهو يطرح خيار الانتخابات المبكرة الذي لا يجد التأييد من غالب مكونات قوى الحرية والتغيير.
رئيس حزب الأمة، وهو صاحب تجربة سياسية راسخة، لخص كل هذا العراك السياسي والتباينات في الطاولات السياسية في المفاوضات في جوبا وغيرها، بالغايات المطلوبة وهي بالتأكيد الوصول إلى حكومة مدنية حقيقية تعيد ألق الديمقراطية والانتخابات، وترك الخيارات في كل القضايا للجماهير لكي تقول كلمتها في الانتخابات، ليس أكثر من ذلك فحسناً فعل الإمام “الصادق المهدي”، وهو يقتصر مشوار الفترة الانتقالية بإعداد حزبه إلى ما بعد هذه الفترة.. والله المستعان.
//
م/ الصادق