عز الكلام

وباء السياسة ومرض السياسيين

ام وضاح
واضح جداً أن مرض السياسة تحول في بلادنا إلى حالة وبائية مستعصية، وكل شخص هو الآن محلل سياسي وناشط وصاحب رؤية في الحكم والحاكمية، وهو الوحيد الصاح والبقية خطأ، ودي ما المشكلة، فالمشكلة أن الجميع يكادون يكونون قد تفرقوا للسياسة بالكامل وتركوا أشغالهم وأعمالهم ومصالحهم، وتحولوا إلى خانة التنظير السياسي، وهي بالتأكيد حالة سودانية خاصة ليس لها شبيه، وهذا المجهود يستنفد الطاقات، ويستهلك الوقت ويمحق البركة، ويحولنا إلى مجرد شعب مستهلك فقط، ومتفرج على الأحداث لذلك يبدو لي أن حالة السياسة المرضية التي ضربت البيوت والمكاتب والمناسبات هي حالة تحتاج إلى أن نتمعن فيها ونمنحها ما تستحق من الدراسة والمراجعة، لأنه إذا كل شخص هو زعيم حزب ومنظراتي، وعنده رأي في البقية، فمن الذي سيقود هذه البلاد إلى الإنتاج والعمل، من الذي سيتنازل ليحمل المنجل والطورية ليضرب الأرض ويقرع الموية، من الذي سيلبس الأبرول ويلطخ يديه بزيت الماكينات؟ طالما أننا جميعنا أفندية شاكين القميص والبنطلون، ونضيفين، وما عندنا استعداد سوى أن نطرح آراء تطير بأجنحتها في السماء، ودعوني أقول إنني طوال السنوات الماضية كنت أقول إننا وللأسف تحولنا إلى شعب فاقد للهدف نحتاج لقيادة ملهمة تقودنا إلى مشروع وطني كبير يدفع نحوه كل الشعب، ويتداعى لإنجازه، وهذه الفكرة كانت هينة ومتاحة، ويمكن أن تتكامل لو أننا استغلينا أجواء ما بعد انتصار ثورة ديسمبر، تلك الأجواء الحماسية وجذوة الثورة كانت قادرة أن تزحزح الجبال عن مكانها، والشباب كانوا علي استعداد أن يرموا نفسهم في النار إن طلب منهم ذلك، لكن للأسف أخمدت القوى السياسية هذا الحماس بفاصل بائخ شاهدناه جميعنا من المحاككات والمحاصصات، وقدمت أسوأ ما يمكن أن تعرضه على مسرح السياسة، وضاعت القضايا الأساسية، وطفت إلى السطح شهوة المناصب والكراسي، والمرق من التشكيل الوزاري يسيل لعابه للولائي، ومن تعداه اختيار الولاة يطمح في أن يكوش على كراسي التشريعي، ويا حليلها أزمات المواطنين العالقة والمستفحلة والمستعصية، بل يا حليلها الأهداف التي قامت من أجلها الثورة، وانتفضت الخرطوم ومدن السودان مقدمة الشهداء والجرحى والمفقودين، ولم يستطع السياسيون أن يستثمروا جو الحماس والاندفاع لدى الشباب لصناعة مشروع وطني حقيقي يلتفون حوله، فكان لابد أن تحدث هذه الخيبة، وهذه الردة، ولا يجد الشارع ما يعزي به نفسه سوى أن يتحول إلى مجموعة سياسيين، ومنظراتية يصرفون روشتات العلاج من غير أن يعرفوا سبب الداء وأصل العلة، ولا زلنا نغرق في مشاكلنا، والعالم من حولنا يتقدم بحثاً عن مصالحه وتحقيقاً لأمنياته واستقبالاً للمستقبل، ونحن ننضم وننظر والبنقولو نعيدو.. الله غالب
كلمة عزيزة
كونت وزارة الصناعة والتجارة لجنة لمراقبة ومتابعة الأسواق بعد أن استشعرت الوزارة أخيراً أنها تقف متفرجة على القتل العمد الذي يحدث للمواطن السوداني وهو يواجه موجة غلاء طاحنة، وغير منطقية في العموم، مثل هذه اللجان يجب أن تتميز بالسرعة اللازمة وبامتلاك الآليات التي تجعلها قادرة على هزيمة إمبراطورية الجشع.
كلمة أعز
أخي معالي رئيس الوزراء: بحكم عملك السابق خارج البلاد لا نلومك أبداً بعدم إلمامك بالسوق، وما أدراك ما السوق، لكن الآن ندعوك أن تمارس حياتك كمواطن عادي، واشترِ حاجياتك بالسر والعلن، لعلك تقترب من وجع الناس ومربط آلامهم ومعاناتهم.
//
م/ الصادق

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية