(المجهر) في حوار مع القيادي بالحرية والتغيير “خالد عمر” (سلك) (1-2)
الإنقاذ كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة وزحف الجماهير نحو القيادة لن تستطيع أي قوة وقفه
الفريق “صلاح قوش” ليس له أي دور في الثورة
هذا ما قلناه لرئيس وزراء إثيوبيا “أبي أحمد” بعد فض الاعتصام
أنا هلالابي وأقرأ لهؤلاء الكتاب…
السجن فرصة للتأمل وهذا ما استفدته خلال فترة اعتقالاتي المتعددة…
حوار – صلاح حبيب
في حوار بين العام والخاص، التقت (المجهر) بالباشمهندس “خالد عمر يوسف” عضو الحرية والتغيير، الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني، تناول جانباً آخر من حياته، مولده ونشأته ودراساته وزملاء الدراسة وكيف دخل المعترك السياسي وكيف بدأ التخطيط لإزالة نظام الإنقاذ ومن هم القيادات التي قادت الحراك وما هو وضع الفريق “صلاح قوش” في ثورة ديسمبر، ومنت تم اعتقاله ومن هم من كانوا معه وماذا استفاد من السجن، الحرية والتغيير هل تمارس الضغط على الحكومة الانتقالية، وهل ثورة ديسمبر سُرِقت؟ هذه الأسئلة بالإضافة إلى أسئلة أخرى تجدون إجاباتها من خلال هذا الحوار.
} في بداية الحوار حاولنا أن نتعرف عليه، مولده ونشأته ودراساته؟
- قال: “خالد عمر يوسف” من مواليد قرية فداسي الحليماب بالجزيرة 1979، درست المرحلة الابتدائية بفداسي، ثم المرحلة المتوسطة بمدني الأميرية، ومن ثم التحقت بمدني الثانوية ثم جامعة الخرطوم كلية الهندسة المدنية.
} من أين جاء اسم (خالد سلك)؟ - هنالك لاعب روسي اسمه سالنكو في كأس العالم 1994، أحرز خمسة أهداف في الكاميرون، وصادف وقتها بعد كأس العالم، أن أحرزت في التمرين خمسة أهداف، فأطلق عليّ اسم “سالنكو”، ومن ثم عدل إلى (سلك).
} في أي الأندية الرياضة لعبت؟ - لعبت في فريق الأهلي البحراوي بفداسي، ثم مع أشبال الدفاع بمدني.
} وأي الأندية الرياضية الكبيرة تشجع؟ - أنا هلالابي.
} وفي مجال الفن لمن تستمع؟ - “محمود عبد العزيز” بدون منازع.
} في أي المجالات كانت قراءتك وما هي الكتب التي شكلت وجدانك؟ - أقرأ لـ”منصور خالد” و”حيدر إبراهيم”، أما الكتاب الآخرون “علي حرب” و”محمد الجابري”، إضافة إلى عدد من الكتب الأخرى التي ما زالت بمكتبتي أقرأها بين الفينة والأخرى.
} الهندسة كانت رغبة أم مجموعاً؟ - كانت مجموعاً.
} وما هي رغبتك؟ - الفيزياء، وهي رغبة منذ المرحلة الثانوية.
} مدن راسخة بذاكرتك داخلياً وخارجياً؟ - داخلياً مسقط رأسي فداسي أولاً وأخيراً، وخارجياً باريس القديمة التاريخ وعبقه.
} هل مارست العمل الهندسي؟ - نعم وما زالت أعمل في مجال المقاولات.
} هل عملت في الحكومة؟ - أبداً، عملت في القطاع الخاص مع بعض الأفراد، والآن أعمل بمفردي (مكتبي الخاص).
} هل كان لك أي انتماء سياسي وأنت في مراحلك الدراسية، خاصة الثانوي التي تتشكل فيها شخصية الطالب؟ - وقتها لم أنتمِ لأي تيار سياسي، فانتمائي بدأ وأنا في السنة الثانية بالجامعة.
} لأي تيار كان؟ - مؤتمر الطلاب المستقلين بجامعة الخرطوم، وله ارتباط إستراتيجي وعلاقة بحزب المؤتمر السوداني.
} من هم زملاء هذا التيار؟ - “محمد فاروق” نائب رئيس التحالف الوطني حالياً، و”محمد حسن عربي” الآن أمين الإعلام في حزب المؤتمر السوداني، وهذان الشخصان لعبا دوراً محورياً في انضمامي إلى هذا التيار، وهناك شخص آخر اسمه “مالك أبو الحسن”.
} من هم زملاء دراستك الذين الآن بمراكز متقدمة في الحياة؟ - في الجامعة زاملت “محمد الفكي” و”التعايشي” وكنا في اتحاد جامعة الخرطوم 2003، و”مدني عباس مدني” كان يسبقني بعام، وكانت تربطني علاقة قوية بكل أبناء جيلي بمختلف القوى السياسية.
} هل سبق أن تم اعتقالك؟ - اعتقلت عدة مرات ما بين القصير والطويل، وأول اعتقال طويل كان في العام (2013) في ثورة سبتمبر، واستمر اعتقالي لمدة شهر، ثم تكرر اعتقالي في الأعوام (2015) و(2016) و(2018) ونقلت إلى سجن شالا.
} هل تعرضت للتعذيب أثناء الاعتقال؟ - تعرضت إلى تعذيب وحش من قبل الجهاز.
} ما الذي استفدته من الاعتقال؟ - استفدت من الاعتقال غياب العدالة، واستفدت حينما تكون في موقف القوي ألا تظلم الناس، واستفدت كيف يقوي الإنسان إيمانه بالقضية التي يقاتل من أجلها، وحينما ترى بشاعة المعتقلات يجب ألا تقبل بأن يستمر الوضع فيها بنفس الطريقة، وكذلك استفدت من السجن أنه أتاح لي فرصة للتأمل بذهن حاضر، إضافة إلى خلق العلاقات الاجتماعية.
} هل تمارسون حياتكم طبيعياً داخل السجن؟ - داخل السجن ممنوع الكتابة أو القراءة، فأنت مقطوع عن العالم الخارجي تماماً، حتى الرياضة ممنوعة، فكنا نمارسها داخل الزنزانة الصغيرة.
} وكيف الوجبات داخله؟ - السجين يتناول ثلاث وجبات، فطور من الفول السيئ والغداء الفاصوليا السيئة جداً والعشاء بكون رز وهو عبارة عن رز بالموية أو شعيرية، فالأكل داخل السجن (كعب) شديد، لكن تعودنا عليه.
} متى بدأتم التخطيط لإسقاط النظام؟ - منذ انضمامي إلى تيار المستقلين ووقتها كان الهدف الإستراتيجي أن النظام كان عائقاً في تطور البلد فلا بد من إزالته، فمنذ العام 1999 لم أقف من الحراك السياسي لإسقاط النظام، فالهبّات كانت مختلفة، ولكن لم نفقد الأمل في إسقاطه.
} مع من كانت مشاركاتكم في عملية الإسقاط؟ - في الجامعة كان من خلال الطلاب المستقلين وتحالف القوى الوطنية، فجلنا كان يعمل على إسقاط النظام، وثانياً من خلال المظاهرات.
} كيف بدأ التخطيط لثورة ديسمبر؟ - ما حدث في ديسمبر كان واضحاً أن نظام الإنقاذ بدأ يلفظ أنفاسه، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية، ثم تفجر مظاهرة الدمازين (13) ديسمبر، وتبعتها بعد ذلك مظاهرات في الخرطوم والقضارف والفاشر، وواضح أن تلك الهبّات التي قامت أكدت أن النظام في نهاياته، ومنذ ذاك الوقت بدأت الشرارة وتم التوجيه على بنائها وإكمال النواقص مع الحركة السياسية، مع وجود وحدة مع المعارضة حتى لا تفشل كما فشلت هبات سبتمبر وغيرها، لذلك عندما بدأ الحراك في عطبرة، أكد أن المسألة مختلفة تماماً، وعندما أعلن تجمع المهنيين عن مظاهرته يوم (25)، كلنا أصدرنا بيانات دعم لتجمع المهنيين، وجعلنا تجمع المهنيين قاعدة توحد الناس، وبدأنا نقاشات مباشرة معه، وبعد نجاح يوم (25) تمخض عنه توقيع إعلان الحرية والتغيير في أول يناير، وإنشاء تحالف ومن ثم تنسيقية الحرية والتغيير تولت مسألة التخطيط والترتيب والتنظيم ليستمر الحراك.
} هل العمل كان سرياً أم علنياً؟ - العمل كان سرياً تماماً وتنسيقية قوى الحرية منذ تأسيسها في 1/1/2019 حتى رحيل “البشير” في 11 أبريل 2019، لم تجتمع اجتماعاً واحداً في العلن، فكل اجتماعاتها كان عبر “قروب واتساب”، ومن خلال هذا “القروب” يعقد الاجتماع وتتخذ فيه القرارات، ولكن بخلاف التنسيقية كانت هناك اللجان الميدانية، فكانت هناك لجنة الميدان وقتها ساهمت في بناء لجان المقاومة في الأحياء، وهذه كانت تجتمع اجتماعات سرية على الأرض في مناطق مختلفة.
} كيف كانت تصدر الجداول التي كانت تحدد عملية الحراك وقتها؟ - كنا نحدد كل يوم (خميس)، ولكن يومي (الأحد) و(الخميس) كانا يومي المواكب المركزية، فبعد نجاح الموكب المركزي الناس كانت تجتمع من خلال قروب الواتساب ويعملوا على تقييم نجاح اليوم ثم مناقشة الأفكار حول جدول الأسبوع الجديد.
} هل تعتقد أن الفريق “صلاح قوش” كان له دور في مرور المتظاهرين إلى ميدان الاعتصام بالقيادة العامة؟ - هذا كلام فارغ، فالذين وصلوا إلى القيادة العامة، كان بإرادة وعزيمة الشعب السوداني، ووقتها بلغ السيل الزبى، فلن تستطيع أي قوة وقف تلك الجماهير الهادرة، فـ”صلاح قوش” حاول أن يركب الموجة الشعبية، ولكن تلك الموجة رفضته تماماً ولن يكون جزءاً من عملية التغيير التي حدثت.
} لماذا رفضتم الفريق “ابن عوف” بعد أن أصبح رئيساً؟ - تم رفض الفريق “ابن عوف” لأن الخطة التي طرحها بعد توليه، كانت خطة تعتبر امتداداً لنظام الإنقاذ، فكان واضحاً أن الفريق “ابن عوف” يريد أن يحافظ على النظام السابق بوجه جديد، لذلك كان هناك رفض تام له، ولم يكن الرفض لـ”ابن عوف” حتى حينما جاء الفريق “البرهان”، تم التفاوض منذ الحادي عشر من أبريل حتى السادس عشر من أغسطس، حول مسألة السلطة المدنية إلى أن تم نقلها.
} هل كانت لكم أي علاقة بالفريق “البرهان”؟ - إطلاقاً.. ولم تكن لنا معه أي علاقة مسبقة، فقد بدأنا التفاوض معه بعد استلامه للسلطة.
} ما هي أسباب الخلافات التي جاءت بعد ذلك، وما هي علاقة رئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد”؟ - بعد أن استمر التفاوض بيننا والمجلس العسكري، ظهرت هناك عقبات ومواجهات.
} ما هي أسباب تلك العقبات؟ - لم تكن هناك أسباب موضوعية، لكن التفاوض في مايو كان بإمكانه أن يصل إلى عمل جيد، إلا أن بعض التمترس جعلنا نحس بأننا لا يمكن أن نخطو خطوات إيجابية، لكن حدثت مواجهات بين الطرفين ثم مجزرة فض الاعتصام، وهذه المجزرة خلقت واقعاً جديداً مختلفاً تماماً عن الواقع الأول.
} من الذي قام بفض الاعتصام؟ - الآن هناك لجنة تحقيق تعمل، لذلك لا نريد أن نتدخل في عملها، ولا بد من الابتعاد عن التصريحات الإعلامية ونترك اللجنة لتعمل لكشف الحقائق، وأريد أن أقول إن نتائج التحقيق بغض النظر عن من الذي قام بذلك، فلا بد أن يجد الحساب على ما ارتكبه من جرم في حق الأبرياء الذين راحوا ضحية تلك الأحداث.
} هل هناك اتهامات وجهت إلى بعض الأحزاب، وهناك من قال إن حزب الأمة على علم وإلا لما خرج قبل عملية الفض؟ - هذا كلام فارغ ولا أساس له، وما في أي جهة على علم بعملية الفض.
} ما هي علاقة “أبي أحمد” ومن الذي كلفه بمهمة الوساطة؟ - “أبي أحمد” جاء بعد أسبوع من فض الاعتصام، وحينما جاء كان متأكداً أن المواجهة بين المجلس والمدنيين ستقود البلاد إلى منزلق خطير، لذلك إثيوبيا دولة جارة وتتأثر بما يجري في السودان.
} ماذا قلتم له خلال اجتماعكم به؟ - قلنا له موقفنا واضح من عملية مجزرة فض الاعتصام، ولكن لدينا إضافات.
} ما هي تلك الإضافات؟ - أن يحاسب كل من ارتكب المجزرة، ثانياً الإجراءات التي طبقها المجلس العسكري مثل وقف الإنترنت فلا بد من التراجع عنها، ثم نقل السلطة إلى سلطة مدنية.