حضرت جزءاً كبيراً من كلمة المصرفي والعضو البارز في قوي الحرية والتغيير “محمد عصمت يحيى”، وهو يخاطب الجمعية العمومية لمعاشيي البنك الزراعي التي انعقدت أمس باتحاد المصارف. و”محمد عصمت” هذه الأيام يشكل حضوراً لافتاً في الحراك المصرفي. وبالأمس القريب تداول ناشطو (السوشال ميديا) مقطعاً له داخل البنك السوداني المصري، وقد دخل في مشادة كلامية مع مديره كسبها بالضربة القاضية، وقد ظهر هادئاً متماسكاً منطقياً عكس المدير الذي وقع فريسة للانفعال والغضب، وظهر في موقف الضد من موظفيه، ولم يكن هناك داعٍ لذلك، المهم أن “محمد عصمت” تحدث في جمعية معاشيي البنك الزراعي حديثاً أثار شجوني، وجدد حزني على حاضر البنك الزراعي الذي تمدد بفروعه، وتقلص بتأثيره وأثره، حيث قال “محمد عصمت” إن البنك الزراعي في السابق كان أكثر تأثيراً وفاعلية في المواسم الزراعية، رغم تقليدية العلاقة بين موظفي البنك والمزارعين، والموظف كان يركب عربته العتيقة التي هي بمثابة مكتب وخزنة في آنٍ واحد، ويجوب الحقول يتابع ويشرف على الموسم الزراعي، وضرب مثلاً أن ولاية كبرى كولايات دارفور مجتمعة لم يكن للبنك الزراعي فيها سوى فرعين في الجنينة وزالنجي، والآن للبنك خمسمائة فرع، وغير قادر على أن يحقق نجاحاً في السنوات الماضيات، ليجد حديث “محمد عصمت” التصفيق والاستحسان من معاشيي البنك المخضرمين الذين قام على أكتافهم هذا الصرح المهم والمهم جداً. ودعوني أقول إنني ورغم رفضي التام لمحاولات الكنس العشوائي في وظائف الدولة العليا، باعتبار أن هناك كفاءات وخبرات تستحق الاستمرار، إلا أنني وجدت نفسي أقف مع مطالبة الأخ “محمد عصمت” بضرورة تغيير معظم القيادات المصرفية إن أردنا لهذه المؤسسات أن تتعافى، وتخرج من حيز الانقياد الأعمى لمراكز القوة في الدولة التي سخرت إمكانيات هذه البنوك لمصالحها الشخصية، فشهدنا فصولاً ومسلسلات من الفساد المالي، وفصولاً ومسرحيات من المرابحات الغامضة (والتمويلات السائبة البتعلم السرقة) وقد كان لتداعي وتهاوي هذه المنظومة دور كبير ورئيسي في تهاوي المنظومة الاقتصادية بكاملها؛ لذلك فإن الطريق لإصلاح الاقتصاد يجب أن يبدأ بعلاج البنوك التي أصبحت للأسف مزارع سعيدة لبعضهم يملكون غالبية أسهمها ليتحكموا بذلك في أقدار البلاد وأرزاق العباد، رغم أن القوانين واللوائح تنص على أنه لا يحق لشخص واحد أن يمتلك أكثر من (١٥%) من جملة الأسهم، وهي لوائح ضرب بها عرض الحائط وأصبحت كثير من البنوك شركات خاصة فقد المواطن فيها الثقة وأحجم عن وضع أمواله فيها، وتركها تعاني عدم السيولة في ظاهرة غريبة وعجيبة لم تشهدها بلادنا من قبل؛ لذلك لابد من البدء في إصلاح حقيقي للقطاع المصرفي الذي هو الآخر فقد الخبرات بسبب سياسة التمكين ومجازر الصالح العام التي استهدفت الكفاءات وأصحاب التجربة والخبرة العريضة.
ودعوني أقول إن الحضور الذي كان متواجداً في الصالة من مخضرمي البنك الزراعي أبدى غضبه واستياءه من مجمل الواقع المصرفي والسياسيات التي اتبعتها الحكومة الماضية، بل وغبنهم من منفذيها، وهم يطالبون بتغيير اسم القاعة التي اجتمعوا فيها التي حملت اسم أحد المصرفيين الكبار في العهد السابق، يل وطالبوا الأستاذ “محمد عصمت” بأن يرفع هذا الطلب إلى الجهات العليا في البنك المركزي للمصادقة عليه.
في كل الأحوال سعدت جداً بحضور هذه الجمعية العموميه للبنك الزراعي الذي نرجو أن يصحو ليلعب دوراً حقيقياً وأساسياً في نهضة زراعية شاملة تمثل المخرج الحقيقي لأزماتنا الاقتصادية المتراكمة.
كلمة عزيزة
لم يعد خافياً الحضور اللافت لرئيس الوزراء الدكتور “حمدوك” في جولته الخارجية وقد أكد الرجل أنه (مالي مركزه) ويستحق أن يكون رئيساً لحكومة ما بعد الثورة.. فقط ننتظر أن تتنزل نتائج هذه الزيارات إلى فوائد يتلمسها المواطن في معاشه وحراكه اليومي.
كلمه أعز
وزير الصحة تنتظره مهام كثيرة وضخمة، والواقع الصحي للأسف مأزوم ويدعو للحسرة.
ومعظم الحال يغني عن السؤال.
ولي عودة.