شهادتي لله

استغلال حماس الغرب قبل أن يفتُر

يقوم رئيس الوزراء الدكتور “عبدالله حمدوك” هذه الأيام بنشاط دبلوماسي كبير في أروقة الأمم المتحدة ، حيث التقى قادة دول وحكومات ، ووزراء خارجية ومديري البنك الدولي و برنامج الغذاء العالمي ، وكل هذه المقابلات المهمة تصب في صالح استقطاب الدعم للسودان ، وإخراجه من حالة الحصار المفروضة عليه منذ عقدين .
ويبدو المجتمع الدولي متحمساً جداً في الوقت الراهن لتقديم كل المساعدات الممكنة لحكومة السودان الانتقالية ، لأسباب متعلقة بتشجيع الغرب – خاصة أوربا – لبرامج رعاية نماذج الحكم الديمقراطي الرشيد في أفريقيا ، كما أن تجربة وعلاقات “حمدوك” بهذه المؤسسات والمنظمات الغربية ، باعتباره موظفاً سابقاً في الأمم المتحدة ومنظمات دولية وإقليمية أخرى ، تدفع إداراتها إلى المصادقة والشروع الفوري في تنفيذ برامج تمويل وقروض مختلفة لإنعاش الاقتصاد السوداني ، وهذا ما صرح به بالفعل أمس رئيس مجموعة البنك الدولي عقب لقائه “حمدوك” .
لابد من أن تطرق الحكومة الانتقالية على الحديد وهو سخن ، فتسارع إلى توقيع اتفاقيات عاجلة مع الدول المانحة والصناديق والبنوك الدولية ، للحصول على منح وقروض مُيّسرة ، تضخ الدماء في شرايين الاقتصاد الوطني المتصلبة ، فتجربة المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية مع دولة (جنوب السودان) غير مُبشرة بخير ، فبعد أن بذلوا كل جهودهم وطاقاتهم ونفوذهم السياسي والدبلوماسي والاستخباراتي لفصل جنوب السودان عن شماله ، جلسوا يتفرجون عليه وهو يدخل في أتون حرب أهلية جديدة ، دون أن يدعموا سلامه ونهضته ويعملوا على تنمية ثرواته النفطية والطبيعية الهائلة ، فصار الجنوب دولة فاشلة فور استقلالها !!
أخشى أن يفتُر حماس المجتمع الدولي لدعم حكومة “حمدوك” ، بعد حين ، إذا لم يستثمر هذه (الفورة العاطفية) من جهة الغرب ، ويحوِّلها إلى اتفاقيات وأموال ومشروعات عاجلة .
نرجو ونأمل أن يستفيد الدكتور “حمدوك” من تجربة الغرب مع جنوب السودان ، واضعاً في اعتباره أن أمريكا ورفيقاتها لا تعدم الحِيّل والحُجج والتبريرات للبقاء متفرجات دون تقديم دعم مالي يذكر ، وفرض شروط متغيرة ومتحركة قبل تحقيق التطبيع ورفع العقوبات .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية