قصة حديقة
الحديقة الدولية أرض حكومية لا يجوز ولا يحق لوزير أو مدير الاستيلاء عليها.. ولا تملك الأراضي والتخطيط العمراني التنازل عنها إلا بموافقة مجلس الوزراء.. ولكن في السودان أشياء مريبة جداً.. الحديقة الدولية الواقعة في قلب الخرطوم بالقرب من الرياض ومطار الخرطوم و أركويت والساحة الخضراء آلت بموجب قرار من الرئيس في وقت سابق لمجلس الصداقة الشعبية العالمية.. وهي أيلولة منفعة للصالح العام وليست أيلولة خاصة تصحبها بموجبها الحديقة ملكاً لمجلس الصداقة (يهبها) لمن يشاء بغير حساب.. ومجلس الصداقة الشعبية العالمية يرأسه السيد “عز الدين السيد” ويتولى الشيخ “أحمد عبد الرحمن محمد” منصب الأمين العام منذ سنوات طويلة تتبدل كل الأشياء ويبقى (الشيخان) أعزاء بكسبهما وتاريخهما.. والسيد “عز الدين السيد” يتقلد في الوقت نفسه منصب رئيس منظمة “الزبير” الخيرية.. أو رئيس مجلس الأمناء.. منظمة “الزبير” الخيرية تحمل اسم شخصية وطنية أعطت وأصبحت خالدة في ذاكرة السودانيين رمزاً للبساطة والنقاء والطهر وحينما رحل بفاجعة سقوط الطائرة.. تم تخليد اسمه بمؤسسة “الزبير الخيرية” التي نهضت في سنوات معدودة ولكنها منظمة طوعية مثل عشرات المنظمات الوطنية، أن تحمل اسم للشهيد “الزبير” لا يبرر لها أن تنال ما هو (محرم) على الآخرين.
كتبت المنظمة ورئيسها السيد “عز الدين السيد” لمجلس الصداقة الشعبية ورئيسه السيد “عز الدين السيد” مطالبة بمنحها (8) آلاف متر من أراضي الحديقة الدولية لصالحها.
{ لم يجد مجلس الصداقة الشعبية العالمية حرجاً في الموافقة على خطاب منظمة الشهيد “الزبير” ومنحها الأرض التي (تريدها).. بدأت المكاتبات بين المنظمة ومجلس الصداقة والأراضي وانتهت بمنح المنظمة (8) آلاف متر من الأرض تسجل باسمها وتستثمرها كيفما شاءت لصالح أنشطتها الخيرية والإنسانية.. فهل يملك مجلس الصداقة الشعبية العالمية حق التنازل عن أرض حكومية لمنظمة خيرية غير حكومية؟
وكيف (سجلت) الأراضي الأرض الحكومية لصالح منظمة خيرية؟ وهل وافق مجلس الوزراء على (الإجراء) أم مجلس الوزراء مشغول بما هو أهم من ثمانية آلاف متر من الأرض تمنح لمنظمة طوعية من الحق العام؟
وهل عطاء مجلس الصداقة سيتمدد ليشمل منظمات وطنية بعدد الحصى لشهداء ومناطق وأرياف.. أم المسألة حصرياً على السيد “عز الدين السيد” رئيس مجلس الصداقة الشعبية العالمية والسيد “عز الدين السيد” رئيس مجلس أمناء منظمة الشهيد الزبير (وزيتنا في بيتنا)؟.