رأي

من الذي يدير دفة الأحداث؟ولِمَ؟

أمل أبوالقاسم

ما الذي يجري؟ وهل هو من تصاريف القدر أم من تدابير البشر لـ(منتفعين)؟ واليكم هذه الأحداث المتزامنة خروج الطلاب بمدينتي نيالا والفاشر مطالبين بتوفير الخبز والجازولين وغيرهما ثم يتصاعد الأمر بتصدي الشرطة للمحتجين وإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، بيد أن القضية تتفاقم ليخرج جل المواطنين لاسيما في مدينة نيالا التي خرجت مؤخراً حتى ظهر أمس لليوم الثالث على التوالي، لكن تحور المطلب هذه المرة للمطالبة بإقالة والي الولاية بحجة الاعتقالات السياسية الممنهجة. لاحظوا أن الشرارة التي انطلقت بدواعي الخبز وغيره من الخدمات بخروج الطلاب كانت بمثابة عود ثقاب أشعل كل المدينة وتغيرت ملامح الهدف. ذات الأمر يحدث في مدينتي كسلا والقضارف مطالبين بإقالة الواليين للتقصير وأخريات. أمس أيضاً حدثت مسيرة احتجاجية في مدينة العباسية تقلي إثر مقتل مواطنين في قرية قريضة رمياً بالرصاص من قبل الرعاة المسلحين داخل مزارعهم مطالبين بمحاسبة الجناة فوراً.
أما ولاية الخرطوم فيبدو أن جدول (الفتنة) قد أزف ميعاده وجاء دورها ففي محلية أم بدة وقع اعتداء من قبل بعض المسلحين بأسلحة بيضاء على ثانوية الرباط بأم بدة الحارة السادسة قيل إنهم طلاب ثانوية أخرى يحركهم أفراد بلباس مدني، ورشقت المدرسة بالحجارة ما أدى لوقوع إصابات متفاوتة بين طلابها تم نقلهم للمستشفيات.
كما يبدو أن ذات سيناريو طلاب الأبيض الذين خرجوا بتحريض في مظاهرة بسبب شح الخبز وتم قمعهم ووقوع إصابات، يعاد إنتاجه مجدداً عن طريق مدارس أم بدة وهذه المرة الأسباب مجهولة. وإمعاناً في الحبكة الفنية خرج طلاب ثانويات أيضاً بمحلية أم بدة بزعم تضامنهم مع طلاب نيالا وتم تفريقهم بالغاز المسيل للدموع.
اعتقد أن السيناريو واضح عياناً بياناً بالعمل، كما أن الهدف لا يخفى على أحد ودعونا إن لم نجزم أن نفترض أن الجهات التي تحرك المدارس وتوغر صدر طلابها وصدر المجتمع هي نفسها التي لا ترغب في استمرار العام الدراسي ودعت لتجميده ولما لم يستجاب لها ( قالت ليهم بوريكم أجمده كيف) هذا افتراض طبعاً.
لكنا نعود ونقول إن الأوضاع المعيشية بالفعل محرضة على الخروج وقد ذكرت ذلك أمس الأول في هذه المساحة وإن كانت تلكم الولايات التي خرجت مطالبة بإقالة ولاتها لتردي الخدمات فهي ليست بأقل من العاصمة الخرطوم ولا بقية الولايات ( القاطعاهو في حشاها) لكن أعتقد أن الأمر ليس بيدهم والحالة الاقتصادية المتردية تتلبس كل السودان وكان عليهم الانتظار قليلاً، وبالمقابل كان على الرئاسة وديوان الحكم المحلي أن يتفقد الولايات ويقف على مواطن القصور لاسيما ما يلي الخدمات ورتقها بالمتاح، وحسناً فعل بدعوتهم ، ونتمنى أن ينصلح الحال وتعود كافة الأمور إلى نصابها، إذ يبدو حتى الآن إنها ليست على ما يرام.
(٢)
كذلك أعاد القيادي بقوى الحرية والتغيير، مدير بنك السودان المركزي سابقاً الأستاذ “محمد عصمت” ذات سيناريو السيدة وزيرة التعليم العالي التي تجاوزت إدارة الجامعة وشرعت في مخاطبة الطلاب عبر منصة جامعة أم درمان الإسلامية بترتيب مسبق، ولم ترعو من الهجمة الشرسة التي ارتدت عليها من الإعلام والشارع العام. وقد اجتمع ” عصمت” بموظفي البنك التجاري المصري دون مخاطبة أو الاستئذان من مدير البنك الذي استفزه الموقف فعمل على طردهم بيد أن الأول تحداه وأصر على الدفاع عن نفسه وعن الموظفين بموجب قانون العمل وغيره. دعكم من التفاصيل لكن مثل هذه التجاوزات تلغي مشروعية وأهلية الكثيرين ممن يقفون على سدة الحكومة والإدارات وفيها تجاوز واضح وتداخل للصلاحيات. فإن كانت قحت تريد إدارة الدولة بنفسها وبـ(مزاجها) ما الداعي لتشكيل حكومة تبدو وكأنها حكومة ظل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية