موكب (الخميس) الأول من أمس، والذي قال منظموه – حسب الرؤية اليسارية – إنه خاص بإصلاح الهيئة القضائية والعدل.. ما هو إﻻ محاولة للي ذراع الحكومة لخرق الدستور، وتحقيق حلم حزب عقائدي صغير، بتعيين كادر من كوادره في منصب (رئيس القضاء) بالعافية.. وآخر في منصب (وزير العدل).. لتكتمل الحلقة الجهنمية.. ويتمدد سرطان اليسار السوداني على كل أجهزة الدولة.. ويسيطر على الأجهزة العدلية، ولأول مرة في تاريخ السودان، حزب يساري مجهري صغير، ولتصبح الأجهزة العدلية، إحدى فرعيات الحزب الأحمر، يصفي عبرها حساباته التاريخية ومراراته وهزائمه مع مكونات المجتمع السوداني المسلم.. بلا استثناء.. ها هو حزب صغير، بلا وزن وﻻ قاعدة وﻻ جماهير.. يبسط سيطرته على المجلسين السيادي والوزراء.. وهو يتلمظ كالذئب الجوعان.. مستعداً للانقضاض على المجلس التشريعي، في نسخته القحتاوية المضمونة.. وبقية المقاعد التي ستضمن له تحويل التشريعي المرتقب، إلى منتدى يساري قح بامتياز.
مستغلاً غفلة الشارع، وحماسة الشباب، وعشق السودانيين للحرية، سيسوق اليسار السوداني البلاد، سوق الناقة طائعة ذلولاً نحو مبتغاه.. وبعدها سيفعل بالشعب ما لم يفعله (ستالين) بملايين الروس في معسكرات التعذيب (بيوت الأشباح) الشيوعية المليونية.. وسيعرف الشعب – ولكن بعد فوات الأوان – أن كل القمع الإنقاذي، كان مجرد (نزهة).. مجرد (مناظر) في (فيلم) نازي جديد.. إن الحزب الذي رفض المشاركة في كل مستويات الحكم اﻻنتقالي.. كان قد استيقن أن كوادره بالأصالة، أو بالوكالة، علانية أو من وراء ستار، قد تبوأت مكانها في المجلسين، منتظراً بأوﻻده من (صلبه) مقاعد التشريعي.. ليفعل بقوانين البلاد وكريم أعرافها، ما لم يفعله (الذئب الأغبر) في تركيا “أتاتورك”.. والرفاق الحمر في عدن.. وعندما يبسط الحزب اليساري الصغير سلطانه وسلطاته على السيادي، والوزاري، سيكون هو (الحزب الحاكم) الفعلي للسودان، من دون اعتراف منه بالطبع.. وعندما يسيطر أوﻻده على التشريعي، سيكون هو الحزب المعارض الوحيد المعترف به بالبلاد.. مضافاً إلى ذلك خداعه للشارع، وتواطؤه مع الحركات المسلحة، واستقواؤه بالكفاح المسلح، واستغلاله كراهية الشعب للشمولية، ﻻستثمارها لتكون (رافعة) جماهيرية لحزب بلا جماهير، يتحول السودان بموجبها إلى دولة (يسارية) كاملة الدسم.. وﻻ عزاء لإسلاميي السودان الذين سيرقصون يومها، رقصة الطير الذبيح.. وليس كل رقص يا “بشير” من طرب.. وويل له ولهم من يوم قد اقترب.
إنه أول إعلان غير مدفوع القيمة.. لتهنئة اليسار السوداني – ملح الأرض – بحكم السودان.. وتصفية ما عداهم.. فطوبى لهم.