ربع مقال

فقط .. إلى “فيصل محمد صالح”!!

د.خالد حسن لقمان

.. لا أريد أبداً للأستاذ “فيصل محمد صالح” المعين أخيراً وزيراً (فيما يسمى وزارة الإعلام والثقافة).. أن ينضم إلى من ارتكبوا باسم ما ابتدعوه ظلماً وعدواناً على الناس: الصالح العام.. والذي لم يكن أبداً صالحاً عاماً.. بل كان كارثة كبيرة ألمت بالخدمة العامة بالبلاد.. حيث دمرتها وأخرجتها تماماً من دائرة الفعل الحقيقي إنتاجاً وعطاءً.. وقد مثل هذا (الصالح العام) أكبر خطأ إداري وتنفيذي ارتكبته الإنقاذ التي اعترفت به خطأ وجرماً.. ولكن بعد سنوات طويلة كانت كفيلة بوأد الخدمة العامة وإخراجها عن قضيب التنمية ومسار التطور والنماء.. بل وكانت كفيلة بتدمير الأسر وتشريدها دون أي وجه حق عبر فصل وإبعاد ربها ومن يعولها وهو الأمر الذي ترك المرارات في النفوس باقية وقد حولتها الأيام لأحقاد وثأرات بدأ المشهد السياسي الآن يعبر عنها في ردة فعل غاضبة تأكل بنفوس أصحابها قبل أن تنال من خصومها.. وهو المشهد الذي إن ترك ليعيد نفسه فستدخل ساحتنا السياسية في دورة الثأرات الخبيثة التي لا نهاية لها.. فمن صعد الآن على سدة الحكم حتماً ستدور به الأيام ليشهد أولئك الخصوم يحتلون مكانه ليأخذ هو مكانهم تماماً كما وثأرات القتل التي عبرت عنها الدراما والسينما العربية طوال العقود الماضية.. والآن وقد دشن الأستاذ “فيصل محمد صالح” وزير ما يسمى بـ(وزارة الإعلام) التي لا مكان لها في أي هيكل تنفيذي لدولة ننشد حكماً ديمقراطياً حقيقياً وراشداً.. وذلك عبر تصريحاته لوكالة السودان للأنباء التي قال فيها إن الأيام القادمة ستشهد تغييرات جذرية هيكلية في بنية النشاط الإعلامي بالبلاد شكلاً ومضموناً.. فإننا وإزاء هذا نحذر “فيصل” بأن لا تكون حماسته التي أبداها وصرامته التي عكستها تصريحاته تلك سبباً في انزلاقه وهو المعروف باتزانه وموضوعيته في ارتكابه للجرائم التي ارتكبها من سبقوه باسم ذلك الصالح العام وإلا فإن الأمر سيضحى عبثياً على نحو مؤسف لا ينال من شعارات ثورة سبتمبر فحسب.. بل يدفن أهدافها في وحل الخصومة العمياء والثأرات الضالة.. وحري بـ”فيصل” وقد اختارته الأقدار الآن ليمثل الضمير الإعلامي الحي.. أن يتجه إلى تأسيس تجربة إعلامية وطنية ناضجة ومعافاة أساسها الحرية الكاملة التي لا نقص فيها.. آخذاً بِنَا جميعاً وبإعلام دولتنا هذه لخدمة قضايانا الحقيقية الداعمة للتنمية البشرية والاقتصادية والسياسية.. وناقلاً لهذا الإعلام من وهدة المحلية التي (صبيناها) ردحاً طويلاً إلى مستوى العالمية المنشود في الشكل والمحتوى.. فماذا سيختار حبيبنا “فيصل”.. الثأرات الهادمة أم القفزات البانية؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية