عز الكلام

عضو السيادي تتظاهر ضد حكومتها!!

أم وضاح

كنت أظن وخاب ظني، أنه بتشكيل حكومة قحت سننتقل بسلاسة وسهولة ومنطقية من خانة ثورية الشارع إلى خانة البدء في عملية بناء الدولة السودانية على أسس الديمقراطية والحرية والمؤسسية كما يحدث في كل بلاد العالم، لكن تأكد لي أمس، وبعد المواكب التي شهدتها الخرطوم، أننا لم نخرج بعد من نفق الثورة وشارع المطالب، وبعد أن شاهدت الشباب يخرقون اللساتك ويرددون الهتافات، تحسست خوفي في أننا لم نخرج حتى الآن من دائرة الخطر وأن بلادنا لا زالت في كف عفريت، وبعد أن شاهدت عضو المجلس السيادي “عائشة موسى” تهتف مثلها مثل الثوار ضد الوثيقة التي أدخلتها القصر الجمهوري، فسألت نفسي هي يا ربي ما سقطت لسه واللا الحاصل شنو؟.. وهذا السؤال يجر وراءه أسئلة أخرى كثيرة، أهمها أننا لو ظللنا ندور في فلك المليونيات، فإننا لن نجد وقتاً لإنجاز أي مطلب من متطلبات الثورة، وواضح جداً أن هناك حالة من الغضب أو التململ من الشارع تجاه مكون هذه الحكومة، لأنها لم تأتِ بالشكل والمحتوى الذي كان يتوقعه الشباب، وطالما أن الشارع ليس راضياً على الحكومة، فده معناه أننا سنظل ندور في هذه المتاهة وتنقضي الثلاث سنوات من غير أن نحقق شيئاً.
ونبدأ من جديد في البحث عن ثورة تحقق أهداف الثورة، وعلى فكرة لا يستطيع أحد أن يلوم هؤلاء في مطالبهم العادلة على الأقل في القصاص للشهداء الذين هم رفاق الأمس وزملاء الجامعة وندماء ليالي السمر، ومجرد إحساسهم بأن الثورة تحولت إلى مجرد دورة جديدة للمحاصصات وقسمة كيكة جديدة بالشوكولاتة، صحيح تختلف عن كيكة الإنقاذ التي كانت بالفانيليا، لكنها في النهاية كيكة وقسمة يستفيد منها فصيل معين وجماعة من الناس، وتدور الساقية دورتها من جديد ونبدأ مسلسل التشكيك في النوايا والأشخاص ولا يجد المواطن مناصاً سوى الخروج بنفسه للبحث عن حقوقه، كما حدث نهارية الخميس، لذلك يبدو لي أن الشارع يحتاج أن يطلع بشكل واسع على الوثيقة الدستورية، إن كان ذلك من خلال أجهزة الإعلام أو اللقاءات المباشرة، لأنه واضح أن هناك كثيراً من اللبس والغموض حول بعض البنود يدفع الناس إلى محاولة أخذ حقهم بالخروج والاحتجاج، وتصبح كلمة الشارع هي التي تحدد تعيين فلان وإقالة علان، وهو ما لا أظنه يحدث في أي من بلاد العالم المتحضرة أو المتخلفة، لأن من يتخذ القرار يجب أن يكون هو المسؤول عنه، لذلك سمي مسؤول في ما يتخذه من قرارات، إن ثبت فشلها فإن هناك جهات رقابية وتشريعية تراقب شغله، وهي وحدها القادرة على اتخاذ قرار أن يبقى أو يذهب غير مأسوف عليه، وده طبعاً الوضع الطبيعي، لكن الما طبيعي للأسف يحدث عندنا، وجهات لا شرعية لها ولا سند قانوني، تفعل كما فعلت أمس، إحدى الجهات وهي تطالب بتجميد العام الدراسي وتدعو أولياء الأمور والتلاميذ إلى عدم الاستجابة لقرار فتح المدارس واستئنافها ابتداءً من صباح اليوم (السبت)، وهو لعمري أمر غريب وليس له ما يبرره سوى أنه مجرد صراع تقوده جهات لمصلحتها في المقام الأول ولا تهمها إطلاقاً تداعيات تعطيل الدراسة بهذا الشكل غير المسبوق، ونصبح دولة كالمركب مصيرها الغرق، لأنه يقودها أكثر من رئيس.
} كلمة عزيزة
الأخ وزير الإعلام مطالب بأن يعيد للإذاعة السودانية مجدها ورونقها ليعود لها تأثيرها على الإنسان السوداني، وقد ظلت طوال سنوات تلعب دوراً في إرساء دعائم الوحدة والسلام، كدي يا سيدي الوزير استدعي أصحاب الوجعة الحقيقية من مخضرميها ليمدونك بالرأي السديد، كدي أجلس مع ابنها البار “علم الدين حامد” وستسمع العجب العجاب.
} كلمة أعز
أرجو أن يضاعف السادة معلمو المدارس الجهد لتعويض ما فات أبناءنا التلاميذ، ويستفيدوا من إلغاء عطلة (السبت)، في اللحاق بالمقررات لتنتهي في موعدها الطبيعي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية