تقارير

“سلفا كير” الوسيط المقبول ينجح في خرق ملف الحركات المسلحة والمجلس السيادي

بعد التوقيع على إعلان المبادئ

الخرطوم – فائز عبد الله

وصل رئيس الوزراء “عبدالله حمدوك”، إلى جنوب السودان، أمس الأول (الخميس)، في أول رحلة خارجية له تستمر يومين، بعد توليه مهام منصبه. وسيجري “حمدوك” محادثات مع الرئيس “سلفا كير ميارديت”، وقادة الحركات المسلحة المتواجدين بعد توقيع اتفاق المبادئ الذي تحصلت (المجهر) على نسخة منه حول النقاط الأساسية والقضايا العالقة.
وقال “حمدوك” في مطار جوبا فور وصوله، إنه أوفى بوعده بالقيام بأول رحلة خارجية بعد أدائه اليمين الدستورية لجنوب السودان، وأضاف (ها نحن اليوم نوفي بهذا الوعد
وأكد أنه يطمح في علاقات إستراتيجية راسخة متطورة في مصلحة شعبي البلدين لا يحدها أي سقف).
وشدد “حمدوك” على أنه سيعمل من خلال هذه الزيارة التي تستغرق يومين لوضع الأسس الراسخة لعلاقات متميزة ومتطورة بين الشعبين،
وألمح رئيس الوزراء إلى أن الزيارة ستناقش قضايا التجارة بين البلدين بجانب ملفات النفط وحرية الحركة والتنقل للناس والبضائع.
من جهته قال نائب رئيس جنوب السودان “جيمس واني” للصحفيين بمطار جوبا، إن “حمدوك” يعتبر الشخص الأمثل لقيادة شعب السودان في هذه المرحلة، فهو يمتلك الخبرة الكافية لإدارة الأوضاع خلال المرحلة الجديدة.
وأضاف: (فخورون به ولدينا معرفة قديمة حيث كان صديقاً لنا في الحركة الشعبية منذ أيام الحرب الأهلية، كما أنه كخبير اقتصادي يمكن أن يضع معالجات حقيقة لكافة المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها بلدينا).
ويبدو أن رئيس الوزراء “عبدالله حمدوك”، بعد اعتلائه للسُلطة في نهاية الشهر الماضي، لم يجد أمامه ما يعبر به عن غيرته الوطنية سوى أن يحقق السلام الشامل مع الحركات المسلحة وقيادات الجبهة الثورية، بعدما اختارت الأخيرة جنوب السودان مقراً لاستضافة المفاوضات المباشرة بين الحركات والمجلس السيادي، بعد رفضها القاطع للوثيقة الدستورية الموقعة سيما وأن المشهد السياسي اتجه أمس برمته إلى جوبا لمتابعة تفاصيل المباحثات التي تم الإعلان عنها في أوقات متأخرة بأن الأطراف توصلوا إلى اتفاق بشأن النقاط الخلافية والقضايا التي كانت تشكل عائقاً أمام الطرفين جزءًا متعلقاً بالوثيقة الدستورية وتعديلها وأخرى يتعلق بالسلام والاستقرار و(المهمشين والنازحين) في مناطق الصراعات التي أفرزها النظام البائد وتوصلت الأطراف إلى اتفاق شامل بمبادرة “سلفا كير” الوسيط المقبول لدى الحركات والمجلس السيادي أطلق مبادرة السلام (إعلان جوبا) للتوسط برئاسة مستشاره للشؤون الأمنية “توت قلواك”، بعد مشاورات مع قادة الحركات المسلحة التي كانت تحارب حكومة الرئيس المخلوع “عمر البشير”، الشهر الماضي
وقعت الحكومة السودانية، في جنوب السودان على تفاهمات منفصلة مع الجبهة الثورية والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة “عبد العزيز الحلو”، تضمنت إجراءات تمهيدية لبناء الثقة توطئة للدخول في مفاوضات بحلول منتصف أكتوبر المقبل، على أن تنتهي في أو قبل 14 ديسمبر.
وطبقا للوثيقة التي تحصلت (المجهر) على نسخة منها عن الاتفاق الموقع بين الأطراف بوساطة مباشرة من رئيس حكومة جنوب السودان “سلفا كير” وأطلق عليها (إعلان جوبا) فإنه تقرر الشروع الفوري في إجراءات بناء الثقة وفقاً للوثيقة الدستورية ووضع الآليات المناسبة للتنفيذ.
واتفقت الأطراف بعون حكومة الجنوب على عرض وثيقة الاتفاق على مجلس السلم والأمن الأفريقي ليصدر بموجبه تفويضاً جديداً بشأن مفاوضات السلام السودانية كما تطلب الأطراف من الاتحاد الأفريقي السعي لاعتماد التفويض في المؤسسات الدولية على رأسها مجلس الأمن
ونصت الوثيقة الموقعة مع الجبهة الثورية على أهمية إشراك الاتحاد الأفريقي ودول تشاد ومصر والسعودية والإمارات وقطر والكويت ومنظمة أيقاد ودول الترويكا والاتحاد الأوربي كأطراف مهمة لابد من إشراكها في مراحل صناعة السلام وبنائه
ولدعم إجراءات بناء الثقة تقرر تكوين لجان مشتركة تعمل إحداها على متابعة إطلاق سراح الأسرى والمحكومين منهم ما لم يكن هناك حق خاص، بجانب لجنة أخرى لمتابعة إجراءات وقف العدائيات والمسائل الإنسانية مع اعتماد آليات المراقبة.
ونص الاتفاق كذلك على تكوين لجنة لمتابعة الترتيب لمفاوضات السلام والأعداد لها والتنسيق بين مسارات التفاوض بآليات مناسبة.
ووافق وفد الحكومة السودانية بموجب الاتفاق المبدئي على إلغاء قوائم حظر السفر المحددة لأسباب ذات صلة بالحرب، مع مراجعة القرارات بشأن أراضي السدود وتلك التي منحت لمستثمرين في الولاية الشمالية.
كما تقرر أن تكون أطراف التفاوض مع الحكومة هي الحركة الشعبية بزعامة “الحلو” والجبهة الثورية، وتجمع قوى دارفور، وحركة تحرير السودان – قيادة “عبد الواحد نور” وأي قوى أخرى يتم ضمها بالاتفاق بين حكومة السودان وأي من الأطراف الأساسية الموقعة على إعلان جوبا.
وفي وثيقة منفصلة وقع عضو مجلس السيادة “محمد حمدان” على اتفاق مبدئي مع “عبد العزيز الحلو” تضمن موافقته على بدء التفاوض مع الحكومة السودانية في 14 أكتوبر المقبل في جوبا برعاية حكومة جنوب السودان.
وأكد مستشار “سلفا كير” للشؤون الأمنية “توت قلواك” حرص حكومة جنوب السودان واستعدادها لتحقيق الأمن والاستقرار في السودان، باعتبار أن استقرار السودان استقرار لدولة الجنوب،
وأعلن “قلواك” عن توصل الحكومة والحركات المسلحة، لاتفاق شامل أمس، مبيناً أن الاتفاق سيعلن عنه في أكتوبر المقبل.
ووفقًا للوثيقة أن الطرفين اتفقا على جميع القضايا التي تشكل الاتفاق الأولي للسلام الشامل.
وقال وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب “مايكل مكواي” لـ(المجهر) إن حكومة الخرطوم والحركات المسلحة متمثلة في مكونات نداء السودان وقعت الاتفاق حول القضايا الخلافية وأهمها قضية السلام الشامل، وقال “مكواي” أن الرئيس “سلفا كير” بذل مجهودات كبيرة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف لحل الخلافات وتضمين ملاحظات الاتفاق في إعلان جوبا وأضاف أن اللقاءات التي عقدت في جوبا بين “سلفا كير” قيادات الجبهة الثورية والحركات المسلحة ناقشت توحيد رؤية الحركات في السلام الشامل وتضمين ملاحظاتهم حول الوثيقة، وقال إن الوفدين سيناقشان توقيع عملية السلام والشراكة في الحكومة الانتقالية وواضح أن رئيس الجبهة الثورية “عبد العزيز الحلو” وافق على التفاوض المباشر قبل التوقيع مع حكومة الخرطوم وزاد أن هذا الموقف أعطى اهتماماً
مؤكداً التزام الحركات غير الموقعين للاتفاق السلام بعد مناقشتها مع “سلفا كير”، في الاجتماعات الأخيرة في جوبا واستجابة الحركات للمفاوضات مع المجلس السيادي.
وأكد “قلواك” حرص حكومة جنوب السودان واستعدادها لتحقيق الأمن والاستقرار في السودان، باعتبار أن استقرار السودان استقرار لدولة الجنوب.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية