هل تنجح مطاردة تجار العُملة في انهيار الدولار مقابل العُملة الوطنية؟
توقعات بأن يسترد الجنيه عافيته
الخرطوم ـ سيف جامع
بالرغم من التدابير التي أعلنت الحكومة السودانية اتخاذها لمعالجة تدهور الاقتصاد السوداني، إلا أن سعر صرف الدولار لم يشهد إلا تحسناً طفيفاً، وبحسب متعاملين في سوق النقد الموازي، سجل سعر صرف الدولار (الخميس) الماضي (67.00) جنيهاً مقارنة مع (69.00) قبل أسبوع، بينما بلغ الريال السعودي (17.85) جنيهاً، للتعاملات النقدية، وسجل الدولار (68.00) جنيهاً للتعاملات بالشيكات الفورية والتحويلات، وكان قد أبدى البنك الدولي استعداده لمساعدة السودان وفق الموجهات والأولويات التي تحددها حكومة السودان وتوقع تجار ومتعاملون في النقد الأجنبي بالسوق السوداء، أن يشهد سعر الدولار انهياراً وهبوطاً حاداً خلال الأيام القليلة المقبلة.
وعزا تجار تحدثوا لـ(المجهر)، أن انخفاض سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني، يعود للإجراءات التي اتخذت ضد تجار العُملة ومغادرة العديد منهم إلى الخارج، وتوقع عدد منهم أن ينخفض الدولار إلى ما يعادل (40) جنيهاً خلال الأسابيع المقبلة .
وتدهور سعر صرف الجنيه السوداني أمام الدولار خلال الفترة الماضية إلى مستويات قياسية حيث انخفض من (4) جنيهات إلى (70) جنيهاً خلال سبع سنوات خاصة عقب انفصال جنوب البلاد في 2011م، ويقدر خبراء تحويلات أرباح الأجانب السنوية في قطاعات غير ذات جدوى تتراوح بين (8-6) مليارات دولار.
وتنفذ السُلطات الأمنية حملة مطاردات وملاحقة مستمرة لتجار العُملة بوسط الخرطوم، إلا أن تلك الإجراءات لم تسهم في السيطرة على السوق الموازي الذي يتحكم مباشرة على السعر الرسمي، ورهن خبراء اقتصاديون تحسن قيمة الجنيه السوداني بمدى فعالية الإصلاحات التي تعتزم عنها الحكومة الجديدة التي يرأسها “عبد الله حمدوك” وهي أول حكومة عقب سقوط نظام “البشير” بسبب الأوضاع الاقتصادية.
وشهدت الفترة الأخيرة أزمة حادة وشح في السيولة بالمصارف وأكد عدد من تجار العُملة وجود إنفراج كبير في السيولة بالمصارف التجارية جعلت التجار يعاودون إلى تغذية حساباتهم بالبنوك من أجل إجراء العمليات التجارية.
وخلال الفترة الأخيرة تفاوتت أسعار العُملات وخاصة الدولار الأمريكي في البنوك والسوق الأسود، وذلك نتيجة لزيادة الطلب على الدولار في السودان وعدم قدرة البنوك السودانية على تلبيته.
ويخشى تجار العُملات من تراجع سعر الدولار خاصة في التوقعات الإيجابية لتحسن الاقتصاد في الفترة الماضية ورصدت (المجهر) انحسار عدد سماسرة العُملات الذين يقفون أمام برج البركة بوسط الخرطوم، وعزا أحد السماسرة ذلك إلى تخوفهم من الملاحقات