مشاكل وتحديات كبيرة مازالت ماثلة بالبلاد، وفي انتظار الحلول الجذرية، ليست في المجال الاقتصادي فحسب، بل في الكثير من القطاعات خاصة تلك المرتبطة بالحركة اليومية للمواطنين والمركبات العامة، وهي مشكلة طرق ولاية الخرطوم التي تنادي وتستغيث بأعلى صوتها فقط من أجل إنقاذها وإعادة تأهيلها وتطويرها.. تعاني الشوارع بالخرطوم من (الحفر والمطبات والاقتلاع) بسبب مياه الأمطار التي مازالت آثارها موجودة منذ آخر (مطرة) قبيل عيد الأضحية المبارك بيومين لتزيد الـ(طين بلة) أمطار فجر أمس الأول (الخميس).
فالله سبحانه وتعالى أنعم علينا بخريف مبشر ــ ونسأل الله أن يجعلها أمطار خير وبركة ــ، ولكننا لم نكن جاهزين لها ولم نستعد لها الاستعداد الكافي من ناحية فتح المجاري والمصارف أو إزالة المياه من الطرق والشوارع التي جعلت الحركة من الصعوبة بمكان، وأدى عدم إزالتها أو تجفيفها إلى توالد الكثير من الحشرات وانتشر الذباب والبعوض، وكل الحشرات الفتاكة التي باتت مصدر إزعاج ليلي لكل المواطنين.
فالوضع البيئي المتردي للغاية سيؤدي بلاشك إلى انتشار الأمراض، التي تؤدي إلى تعطيل الحياة ونحن ننادي بضرورة زيادة الإنتاج والإنتاجية.. فكيف نزيد من إنتاجنا بعد أن تعطلت الكوادر التي تقوم بالعمل بسبب الأمراض القاتلة؟، (كالملاريا والتايفويد) وغيرها من الأمراض التي تأتي نتيجة للأوضاع البيئية المتردية،
فالمتابع لكل شوارع الخرطوم العاصمة، يلاحظ أن شوارعها كانت تتم صيانتها عن طريق (الرقع أو ردم الحُفَر)، ولم تكن هنالك رؤية واضحة للتأهيل الذي نتمنى من الحكومة الحالية الالتفات إليه وذلك حتى تكون عاصمتنا الخرطوم في مصاف العواصم الخارجية نباهي بها الأمم.. فإذا كان هو حال شوارع العاصمة الخرطوم فما بال بقية الولايات الأخرى
نتمنى أن يتم اليوم قبل الغد معالجة أمر الشوارع ونظافتها وتأهيلها تأهيلاً كاملاً ليس عن طريق (ردم الحُفَر أو الترقيع)، كما كان يتم في السابق وإنما عن طريق دراسة لحالة الشوارع أولاً، ومن ثم تأهيلها تأهيلاً مدروساً.. كما نتمنى أن تكون عمليات الصيانة ليلية وليست نهارية وذلك حتى لا تتسب في إعاقة حركة المرور للمركبات وللمواطنين الراجلين، وقبل الصيانة نتمنى أن يتم تجفيف الميادين من مياه الأمطار لأن مكوثها لفترات طويلة سيؤدي كما ذكرنا إلى توالد الحشرات الفتاكة.. أيضاً نتمنى أن تكون هنالك حملة للنظافة بكل أحياء ولاية الخرطوم مع وضع (براميل) لرمي القمامة على رأس كل حي حتى نسهل لعربات نقل النفايات مهمتها، مع ضرورة عدد المركبات التي تعمل في نقل النفايات أو توزيعها بالتساوي على كل الأحياء مثلاً (3) أيام في الأسبوع لكل حي.
أيضاً نتمنى أن تتم معالجة أزمة المواصلات بصورة جذرية ودراسة الأسباب التي أدت إلى أزمة المواصلات ومعالجتها، إما بتوفير عدد كافٍ من النواقل أو حل المشاكل الأخرى المرتبطة بعدم توفر قطع الغيار لمعظم المركبات التي تعاني، كما أن ارتفاع أسعار قطع الغيار أدى إلى إحجام الكثير من أصحاب المركبات من العمل بحُجة أنها (لا تغطي معاهم).
فالمواطن لا يحتمل أكثر من ذلك (أمراض وتردي بيئي وانعدام المواصلات وارتفاع في أسعار مختلف السلع الاستهلاكية).. فقد صبر كثيراً وفرح كثيراً بالتغيير ولكن في نفس الوقت يتمنى أن يكون الحال كما يريد له أن يكون.