لم تكن من أسباب نقمة المشاهد السوداني ولا رفضه لسياسات الفضائية السودانية لأن شعارها يحمل كلمات التوحيد لا إله إلا الله ، ونحن شعب مؤمن وموحد ولم يكن انفضاض الناس من حولها لأن مذيعاتها يلبسن الحجاب حشمة تسر الناظرين والأصل في مجتمعنا الحشمة والستر، والناس انفضوا من شاشة الفضائية السودانية رغم عراقتها وهي التي كانت تجمع الناس حولها قبل أن ينفض سامرهم بين الفضائيات يوم أن كانت للسودانية (شنه ورنه )، رغم تواضع إمكانياتها مقارنة بالواقع الآن، وهذه الشاشة بصمت في دواخلنا جميعاً بدون تمييز ودون أن تكون موجهة لإسلامي أو شيوعي أو جمهوري أو بعثي، وقد كانت شاشة كل أهل السودان تعبر عن ثقافاتهم ومواريثهم وفنونهم كانت رمزاً للوحدة وناطقاً رسمياً باسم الفن والجمال والإبداع فعلمت في دواخلنا أسماء لم نسأل لأي فكر تنتمي أو لأي حزب سياسي تدين بالولاء، منو فينا فكر لمن تتبع “ليلى المغربي”؟؟منو سأل لمن يتبع المهيب “عمر الجزلي”؟؟؟؟ أو لأي حزب ينتمي “أحمد سليمان ضو البيت” أو “حمدي بدرالدين” أو “محمد سليمان” أو “متوكل كمال” أو “ادمون منير”، كانت هذه الشاشة رمزاً للجمال والإبداع والتفرد حتى عصفت بها رياح السياسة، وتحولت في غباء عجيب إلى ناطق رسمي باسم المؤتمر الوطني وتم إقصاء كل الأصوات الاخرى حتى تحولت إلى إقطاعية لأشخاص بعدد أصابع اليد يسرحون ويمرحون فيها حتى وصلت إلى ماوصلت إليه من احتكارية محيرة جعلت الناس يغادرون مقاعد الفرجة ويلغونها من الريموت كنترول تماماً رغم أنها كان يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في جمع أهل السودان وتحقيق السلام وعكس مشاكل الشارع والهامش وعرضها بشفافية بحثاً عن الحلول المنطقية والإجابات المقنعة، لذلك فإن مشكلة الفضائية السودانية الكبرى أنها تحولت من منبر إعلامي إلى منبر سياسي لغى وطمس ملامح السودان الحقيقية وشوهها وبالتالي أن التغيير الحقيقي الذي ننتظر حدوثه لابد أن يطول الديناصورات العقيمة التي ظلت ممسكة بمفاصل إداراته المختلفة التي لاتحمل جديداً ولا تميزاً ولا تطوراً ولا دهشة جعلت من التلفزيون مجرد سبوبة أو وظيفه روتينية لأكل العيش وساحة للصراع والضرب تحت الحزام، والتغيير الذي ننتظره لابد أن يأتي بعقلية إدارية لاتحمل فكراً إقصائياً أو تمكيناً اشتر وظالم بشكل جديد، والسودان الذي تمثل شاشته الواجهة الرسمية له عرف عنه الرقي والحضارة والحشمة، ومنو قال إن السفور والبجاحة يمكن أن تكون هي التعبير الحقيقي لمعنى الثورة، من قال إن الظهور بالبناطلين (والأكمام الكت) معناه نجاح الديمقراطية واكتمال وتمام بدر الحرية ، والفضائية السودانية التي نريدها في العهد الجديد ننتظر أن تنفض الغيار عن مكتبتها العامرة بتاريخ هذه الأمة وتتجه بكلياتها لدفع عجلة الإنتاج البرامجي والدرامي وحتى البرامج السياسية التي تخدم قضايا المجتمع دون مجاملة أو التفاف ، فيا أخي وزير الأعلام الأستاذ “فيصل محمد صالح” واضح جداً رأيك في الفضائية السودانية وقد فضلت أن تقدم حوارك مع رئيس الوزراء على شاشة النيل الأزرق لأنك تعلم أنه لا أحد يشاهدها ولا أحد يتابعها، وأن المشاهدين فقدوا فيها الثقة واعتبروها لساناً لنظام ظل يمارس عليهم الكذب حتى نفد صبرهم وفاض كيلهم، لذلك قدم لها مديراً يستوعب حساسية موقف القناة كونها قومية يفترض أن يجتمع تحت مظلتها كل أهل السودان بمختلف أشكالهم وألوانهم وسحناتهم.
كلمة عزيزة
قامت نيابة مكافحة الفساد أمس بالاتصال بالأخ “محمد إبراهيم” وهو ضيفي الذي استضفته (الإثنين) الماضي في برنامج رفع الستار للحديث حول شركه الصمغ العربي، واضح جداً أننا نسير في الاتجاه الصحيح الذي يجعل من الأعلام شريكاً حقيقياً في الإصلاح والتغيير الإيجابي المبني على الحقائق وليس الغبائن والضغائن.
كلمة أعز
السيد والي الخرطوم الفريق” أحمد عابدون”
تطنيشك للإعلام لا يلغي التسأولات ولا يحل المشاكل ولا يجمل الواقع المر الذي تعيشه الولاية .
غداً نكتب عن الخرطوم العاصمة المكتولة كمد