..عظيم أن تمسك دولة جنوب السودان برأسها وكافة قياداتها بملف السلام بين دولة السودان والجبهة الثورية وكافة الحركات الحاملة للسلاح، فليس هنالك أقرب إلى هذا الملف من الرئيس “سلفاكير” ومساعديه الذي واكبوا وعايشوا جذور أزمة هذا الملف، بل وشاركوا فيها من حين لآخر على أكثر من موقف وبأكثر من وجه وفقاً لمقتضيات المصالح التي كانوا يقفون من ورائها، وهو أمر طبيعي ومفهوم، والآن وقد تبدلت المواقع والأدوار على مسرح هذا القضية فإنه من المناسب تماماً أن تكون هذه الأيدي الخبيرة وهذه العقول اللصيقة بأدمغة الأطراف جميعاً هي التي تعمل الآن لبناء مسار التوافق بينها حتى يتحقق السلام المنشود وقد لعب السودان من قبل هذا الدور بكفاءة، حيث استطاع أن يحقق السلام بدولة جنوب السودان بنجاح ما كان يمكن أن يتحقق إذا ما ترك الأمر للأطراف الدولية المتآمرة في أكثر وغالب أدوارها والتي ظلت صامتة بل ومتآمرة بخبث ودهاء طوال ما يزيد عن قرن كامل وهي ترى جنوب السودان يرزح بأهله في مآسيه ونكباته .. وهذا التبادل في الأدوار بين السودان ودولة جنوب السودان لحل قضاياهما المصيرية يعبر وبصدق عن نضوج كبير في علاقاتهما الأزلية، ولكن لابد أن يترجم هذا التطور المفاهيمي النوعي في علاقات الطرفين إلى علاقة إستراتيجية حقيقية تقف صامدة بعيداً عن تصادم آراء ومواقف ومزاجات النخبة الحاكمة هنا وهناك، وهو أمر يتطلب فعلاً متكاملاً بين الدولتين خاصة في المجال الاقتصادي والتنسيق السياسي في المواقف الإقليمية خاصة والدولية بوجه عام، كما ويتطلب نقلة حقيقية في التقاء شعبي الدولتين بأكثر من ما هو عليه الحال، ولن يتحقق ذلك إلا إذا ما أولى الطرفان اهتمامهما الحقيقي بذلك عبر آليات شعبية قادرة تعمل على هذا الالتقاء بوسائل الفعل الثقافي والفكري والإبداعي وهي الوسائل التي تحقق وحدها ودون غيرها مثل هذا الالتقاء .
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
اللهم أحفظ السودان .. !!
2021-06-12
شاهد أيضاً
إغلاق
-
اللهم أحفظ السودان .. !!2021-06-12