أخبار

التغيير.. التغيير

الذين تظاهروا في مبنى التلفزيون من العاملين يوم الأحد لا ينتمون إلى المعارضة السياسية ولم تحركهم مذكرة كمبالا ولا ادعاءات ما يسمى بالنقابات الشرعية، ولا حتى الرغبة في إقالة مدير التلفزيون لأسباب شخصية.. وخير شاهد على موضوعية مطالب العاملين في التلفزيون الحرص على الرسالة الإعلامية وجودتها والمطالبة بمعالجة توقف أجهزة البث.
الذين طالبوا برحيل المدير العام “محمد حاتم سليمان” هم أبناء الإنقاذ المخلصون وكتائبها الإعلامية، لسانها الذي تتحدث به ويدها الباطشة وقلبها النابض.. هم مَنْ حملوا راية التبشير والتنوير والدعاية لصالح الإنقاذ.. الفكرة والدولة والمؤتمر الوطني الحزب وانطلقت الاحتجاجات من المسجد لا من الكافتريات ولا جلسات الأنس تحت ظلال الأشجار.. ولم يستعن المحتجون بحزب ولا صحيفة ولا قناة تنقل احتجاجهم؛ لكنهم في شجاعة مَنْ لا تنقصه الشجاعة (هتفوا) مطالبين بالتغيير بعد أن ساءت ظروفهم الشخصية وتدهورت أوضاعهم المعيشية وأمسكت الدولة عن منح الموظف والعامل حقه حتى جف (عرقه)، وظلت إدارة التلفزيون تنفق على أسفار مديرها العام من بلد إلى آخر يجوب أرض الله الواسعة بينما الجنود المخلصون في خدمة الرسالة الإعلامية يجوبون أرض السودان من درديب إلى كادقلي ومن الدمازين إلى جبل عامر ولا ينالون من حقوقهم الشرعية إلا الوعود.. ضاقت الصدور بسبب تماطل الحكومة وتواطئها مع إدارة التلفزيون المرضي عنها من قبل القيادة العليا في الدولة والمغضوب عليها من العاملين تحتها.. العمال والفراشين والمصورين والمخرجين والإذاعيين والمحررين والسائقين وجنود آخرين يبذلون الغالي والنفيس وحصادهم الأسف والندم والحقوق معلقة والمال يصرف على المدير الذي يتولى منصباً رفيعاً كرئيس لاتحاد إذاعات الدول العربية وهي الذريعة الوحيدة و(قميص عثمان) الذي رفعه أنصار المدير وحاشيته للإبقاء عليه في موقعه بدعوى أن السودان سيفقد المنصب إذا تم إعفاء “محمد حاتم” من إدارة التلفزيون.. ولكن هل تولي منصب (تشريفي) لا قيمة له يصبح مدعاة للإبقاء على رموز الفشل في مواقعهم.. وهل إرضاء القيادات العليا مقابل وإهدار حقوق العاملين يبرر أخلاقياً للسيد مدير التلفزيون التشبث بموقعه حتى قيام الساعة.
من المضحكات المبكيات أن رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان قال (سنستدعي) وزير الإعلام لمساءلته؟ ورئيس لجنة الإعلام في البرلمان كان لا يعلم أن وزير الإعلام لا سلطان له على الإذاعة والتلفزيون ولا يملك حق محاسبة المدير ولا يؤخذ حتى برأيه في التعيينات.. التي تمر من تحت طاولته كمرور “المرضي” بالدبيبات حينما كان حاكماً على كردفان حتى أضحت مضرباً للمثل كيف تجاهل الجماهير ولم يلوح لها حتى بيديه ووزير الإعلام ليس “د. أحمد بلال”.. بل كل وزراء الإعلام بما في ذلك “د. غازي” علاقتهم بالتلفزيون والإذاعة وسونا علاقة تشريفية، وقد حاول مسار تجاوز المسار فلفظته “سناء” خارج الملعب فكيف لا يتعظ “بلال” بما حاق بمن كان قبله في الموقع؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية