“حمدوك”: تحديات عظام تواجه بناء الدولة السودانية
في أول مؤتمر صحافي له بعد أداء اليمين الدستوري
تقرير: رشان أوشي
ظهيرة أمس (الثلاثاء) ، الموافق الثالث من سبتمبر ، كان المبنى العتيق المطل على شارع الجامعة يضج بوسائل الإعلام المحلية والعالمية، طاقم الأمانة العامة لمجلس الوزراء بدا مهتماً جداً بإخراج أول مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء الجديد “د.عبدالله حمدوك” ، رغم ذلك حال تعطل أجهزة الصوت في القاعة الكبيرة دون أن يبدأ المؤتمر الصحافي في وقته ،دلف “حمدوك” وضيفه وزير خارجية ألمانيا ، واستقرا على المنصة ، وهنا بدا الحرج واضحاً على وجه رئيس الوزراء نسبة لتعطل أجهزة الصوت والميكرفونات، باءت كل محاولات طاقم أمانة المجلس بالفشل ، وقال “حمدوك”: (هذه واحدة من التحديات التي تواجهنا).
تفاصيل الزيارة:
يبدو أنه لقاء علاقات عامة، خاصة وأنه تطرق إلى مسألة تعاون مستقبلي بين السودان وجمهورية ألمانيا ، بدون الإشارة لتفاصيل التعاون ، وتأتي زيارة “هايكو ماس” بعد أن أدى أعضاء المجلس السيادي ورئيس الوزراء اليمين الدستورية لقيادة مرحلة انتقالية مدتها (39) شهراً، واستبق وزير الخارجية الألماني الزيارة بتصريحات أكد فيها رغبة ألمانيا في أن يستفيد السودان من الفرصة التاريخية التي يمر بها البلد.
وقال “ماس” في بيان صدر قبيل زيارته للخرطوم، إن (السودان يقف عند منعطف تاريخي)، وأوضح أنه يتطلّع إلى إجراء مباحثات مع ممثلي قوى الحرية والتغيير (للتعبير عن تقديره لهم)، وتابع (نودّ أن يكون السودان قادراً على استغلال الفرصة التاريخية بعد سنوات من العزلة لتلقّي الدعم الضروري من المجتمع الدولي)، وهو ما أكده في معرض حديثه خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء، قائلاً:( نحن معجبون ومتأثرون بشجاعة الشعب السوداني والتزامه بالسلمية في ثورته العظيمة وهي بالنسبة لنا حدث رائع)، وأضاف 🙁 أنا هنا لأعبر عن احترامي نيابة عن الحكومة الألمانية، ودعم بلادي للسودان ، خاصة وأنه مواجه بتحديات اقتصادية وأمنية وقضايا السلام، وقد شكلنا مجموعة أصدقاء السودان ، وستكون مساهمتنا لإعادة دمج السودان في الاقتصاد العالمي ، سأنقل موضوع السودان للجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر ،وسأطلعهم على التطورات الراهنة). وأردف: ( هناك إمكانية ثنائية لدعم السودان من قبل ألمانيا وفقاً للشروط العالمية الضرورية).
وأكد “ماس” على دعم السودان ، وزيادة المساعدة الإنسانية إلى (15) مليون يورو بدلاً عن خمسة ملايين كانت تسدد في السابق ، مشيراً إلى أن حواره مع رئيس الوزراء تطرق إلى التعاون في المجال الاقتصادي ، التعاون التنموي الذي لم يكن موجوداً في الحكومة السابقة، موضحاً بأن الشرط الأساسي للتطور الاقتصادي هو رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ،قائلاً:( سنعمل على ذلك، ونستطيع أن نقدم مشورتنا لجميع المهتمين بالسودان لدعم الحكومة للتطور الاقتصادي).
وعزا دولة رئيس الوزراء “د.عبدالله حمدوك” تأخير إعلان حكومته إلى مشاوراته مع قوى الحرية والتغيير بشأن التمثيل العادل للنساء، وأقاليم السودان ، قائلاً:(في حواري معهم وضعت شروطاً لضرورة التمثيل العادل للنوع ، لأن النساء السودانيات كانوا في الصف الأول للثورة فمن غير المنطقي ألا يحصلوا على التمثيل المناسب والمستحق ، كما أن ثورة ديسمبر ليست كأكتوبر وأبريل انحصرت في المركز ،بل شارك فيها السودانيون في كل الأقاليم لذلك يجب أن يجد أهل السودان جميعهم أنفسهم في حكومتهم الجديدة ).
وأشار “حمدوك” إلى التحديات الكبيرة التي تواجه الاقتصاد السوداني ، ولكنه بدا متفائلاً، وقال: (بإمكاننا أن نضع معالجات سريعة قصيرة المدى وإسعافية للقضايا الاقتصادية الأساسية، كمعالجة خلل الميزانية من خلال خلق توازن بها، وذلك عبر دعم عملية السلام، لأن الحرب تستهلك(80%) من الميزانية ، إذا نجحنا في ملف السلام سنوفر موارد البلاد ، كما أننا نعمل على معالجة الأزمة المرتبطة بشح المواد البترولية، الدقيق، وتدهور سعر الصرف ، وإعادة الثقة في النظام المصرفي ، ولكي نحقق ذلك لابد من بناء اقتصاد قائم على الإنتاج )، كاشفاً عن تفاهمات مع الحكومة الأمريكية لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
جدلية العام الدراسي:
أكد “حمدوك” على أن قرار استئناف الدراسة، تم بالتشاور مع كل جهات الاختصاص في اجتماع معهم بمشاركة الشرطة،جهاز المخابرات، وممثلي وزارة التربية والتعليم ، مقراً بأن هناك تحديات تواجه تنفيذ هذا القرار، قائلاً:( ليس من السهل فقدان العام الدراسي،ولابد من الوصول إلى حلول ، ونقر بالدمار الذي لحق بالمنشآت جراء الفيضانات ، ومن خلال متابعتنا علمنا أن الدمار على مستوى القطر لا يتجاوز(9%) ، مؤكداً سعيهم لمعالجة الخسائر من خلال توفير خيام أو غيرها حتى لا يتضرر الطلاب بفقدان العام الدراسي.