رأي

بيان موتور …وعذراً والي شمال كردفان

أمل أبوالقاسم

أمس الأول وعقب إصدار السيد رئيس الوزراء لقرار فتح المدارس واستئناف الدراسة منتصف سبتمبر الجاري ما أوجد ارتياحاً وسط الأسر التي كانت تحبس أنفاسها خيفة تجميد العام كما تردد وضياع سنة كاملة على أبنائها، لكن وقبيل أن تتنفس الصعداء خرجت لجنة المعلمين، وهي بالطبع جسم غير شرعي ينتمي لتجمع المهنيين الواجهة الحقيقية للشيوعيين، خرجت ببيان استنكرت فيه هذا القرار بذريعة جملة أسباب كان على صدرها أن رموز النظام البائد يسيطرون على مفاصل الوزارة، ومنهم من زين لرئيس الوزراء اتخاذ هذا القرار المعيب، وكذا مشكلة الخبز، والوقود، والفيضانات، ثم أن وضع المعلم ازداد سوءاً ويعيش وضعاً مأسوياً. صحيح أن جل هذه الأسباب تعد مشاكل إن لم تخضع للحل فستعيق مسيرة العام وربما ترجعنا إلى مربع إغلاقها مجدداً، وأكاد أجزم منذ الآن وطالما أن هذه اللجنة التابعة لقوى الحرية والتغيير وفي حال تم تجاوز بيانها وهو ما حدث فستقف لأي إخفاق بالمرصاد وتضغط مجدداً بالشارع، أو بالأحرى فهي قد توعدت مسبقاً وانتهى الأمر. لكنا وعبر هذه المساحة نطالب أبناءنا ممن ظلت تستخدمهم هذه القوى وقوداً لمعاركها الخاسرة دائماً نقول لهم وربما بينهم طلاب ثانويات وجامعات أما كفاكم أبنائي ما ضاع من عمر دراستكم سواء الجامعية التي انقضى منها عام كامل وكذا الثانويات والأساس وأشقاءكم قد تزعزعت دراستهم بفعل الظروف السياسية وبالتالي الأمنية التي مرت بها البلاد، وقد قمتم خلالها بأفضل الإعمال وبلغتم غايتكم بإحداث التغيير فهلا منحتم الفرصة للحكومة، التي اخترتموها، فرصة للإيفاء بالتزاماتها وإن لم تفعل فثورتكم محروسة بالمراقبة على الأقل في هذه الفترة دون الخوض مجدداً في مسيرات ومظاهرات ربما تفقد خلالها أرواح مجدداً وتعيث الفوضى كذلك بالمندسين والمخربين وأصحاب الغرض والمرض الذين لا يريدون لهذا التغيير أن يستمر طالما لم يوافق هواهم. لا تنصاعوا أبناءنا وأشقاءنا للنداءات المغرضة، ركزوا في دراستكم وأطلقوا العنان لبصيرتكم وحكموها متى ما لزم الأمر.
وأقول لرئيس الوزراء كذلك ووزارة التربية والتعليم ، إن لم تتمكنوا فعلياً خلال هذين الأسبوعين من حلحلة تلكم المشكلات الأساسية الخدمية فلا تغامروا بفتحها وإن كنا كأسر نتوق لذلك ولعل أهمها مشكلة المواصلات، وتوفير الكتاب المدرسي، وأصدقكم القول إن المدارس الحكومية وحتى قرار إغلاقها لم يتسلم جلها الكتاب، وقد مضى أكثر من شهر على الدراسة وهذا عيب وخلل فادح تتحمله وزارة التربية والتعليم.
ونقول لـ”حمدوك”، سر وعين الله ترعاك، فكل قبيلة الإعلام ومن خلال مكتوبهم معك ولا تأبه لمن يسعون لكسر شوكتك ممن قصصت لهم أجنحتهم وحجمت إملاءاتهم ورغباتهم في امتلاك ناصية الحكومة. أنت وحتى الآن تسير بخطى واثقة فلا تلن ولا تتراجع ولا تصغي أذناً للمخذلين. أما الشيوعي فقد أصبح يدعو للشفقة، فبعد أن خرج من المولد بلا حمص ها هو يدعو مجدداً رفضه للوثيقة والحكومة كذلك ،ما يعني أن قحت ليست على توافق مع رئيس الوزراء، وثمة مياه تجري تحت الجسر. لكن لا عليك فالرأي العام معك وكذا الإعلام وهو الأهم.
(٢)
تطرقت في مقال أمس الأول لسيارة والي واحدة من الولايات التي تجاوزت تكلفة صيانتها مع شراء إطارات جديدة (2) مليار دولار، ونسبت الأمر لوالي ولاية شمال كردفان استناداً على مقال أحد كبار الكتاب ممن ينتمون لتلكم النواحي. فتفضل مكتب متابعة الولاية بالخرطوم بالتوضيح بأن ليس للولاية علاقة وأن هذا الأمر أزعج السيد الوالي، وهي لعمري سقطة كبيرة مني أقر واعترف بها، وأتقدم باعتذاري لوالي ولاية شمال كردفان، كما أتقدم بجزيل شكري لمكتب المتابعة لتكرمه بالتوضيح . وقد ظللنا دائماً نردد بأن ليت السادة المسؤولين يتكرمون بالرد على الصحفيين حتى نستقي المعلومات من مصادرها وليس من مصادر غير رسمية وإن توسمنا فيها الصدق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية