شهادتي لله

احذروا الفوضى ..

1

لم يكن مناسباً مع ثورة الوعي أن يختار قادتها مرشحيهم الخمسة لعضوية مجلس السيادة على أساس جهوي ومناطقي ، فقد ظلوا يصدعون الناس بالحديث عن معايير الكفاءة والنزاهة والاستقامة ، ويقذفون النظام السابق بأنه أوغل في استخدام الجهوية والقبلية المُنتنة في قسمة مقاعد السلطة والاستقطاب السياسي ، وهم محقون في اتهامهم هذا ، ولذا ما كان قميناً بهم أن يكرروا نفس الخطأ الكارثي الذي ارتكبته (الإنقاذ) على مدى العشرين عاماً الأخيرة .
ولأن مقاعد مجلس السيادة الخمسة (نصيب قوى الحرية) أو الأحد عشر كلها ، لن تكفي لإرضاء سكان جميع مناطق وجهات السودان ، ولن تتحقق العدالة وفق هذا الشرط ، فإن قادة (قحت) بدأوا بداية غير موفقة في الاختيار ، فلا هم اختاروا أعضاء السيادة على أساس الكفاءة والتجربة السياسية والخبرة الإدارية ، ولا نجحوا في عدالة القِسمة على أساس المناطق !!

2

هل ألقت الشرطة القبض على المعتدين على إمام المسجد في الحاج يوسف ، أم أنها ما زالت تؤثر السلامة وتتحاشى الاحتكاك بمستغلي الثورة لإحداث الفوضى والعدوان على الناس؟!
مقاطع فيديو منتشرة تكشف صور المعتدين الذين أنزلوا الإمام من منبر الجمعة ، يجب القبض عليهم كما تم القبض من قبل على مغتصب الفتاة في فيديو “المنشية” الشهير .
وبالأمس ، أغلق عدد من الشباب شارع (الستين) بالخرطوم ، مطالبين بإسقاط حكم الإعدام عن قريبهم أو صديقهم !
غداً .. تعم الفوضى كل شارع ومرفق عام ، فيغلق عشرة أو عشرين شخصاً شارعاً بسبب ارتفاع درجات الحرارة ، أو المطالبة بإقالة مدير مؤسسة لأنه لم يُلق التحية على عامل أو موظف من (الثوار) غاب عن العمل دون عذر !!
لا تستهينوا بهذه التجاوزات الخطيرة جداً ، لأنها مقدمات انهيار الدولة وتلاشي مهام الشرطة وأجهزة العدالة .
هل يمكن أن يغلق أحدهم شارعاً في “لندن” أو “أمستردام” مهما كان مطلبه ؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية