شهادتي لله

مجلس السيادة .. وا أسفاي !!

1

حزنتُ جداً للخلافات التي ضربت قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين بعد عجز قياداتها عن الدفع بمرشحين مؤهلين وأكفاء معروفين للكافة ، وما صاحب تلك الخلافات على تلك الأسماء التي لم يسمع غالبية الشعب السوداني بها ، ما صاحبها من شد وجذب ، واعتذارات بعضهم على صفحاتهم في (الفيس بوك) بعد أن تم تقديم المرشحين للمجلس العسكري ، توطئة للاتفاق على المرشح التوافقي رقم (11) ومن ثم إصدار مرسوم بحل المجلس العسكري الانتقالي وإعلان تشكيل مجلس السيادة .
لقد ظلت قيادات (قحت) تطالب بأغلبية مدنية في مجلس السيادة منذ (4) شهور ، وظلت تدعو الجماهير إلى الخروج في (مليونيات) هادرة ، مليونية وراء مليونية للضغط على المجلس العسكري وإجباره على القبول بأغلبية مدنية ، حتى إذا ما حانت المدنية ، وقف حمار الحرية والتغيير في العقبة ، وفشلوا جميعهم فشلاً مخجلاً في تقديم مرشحين مستقلين ملء السمع والبصر في بلد الكفاءات المليونية والنجوم السوامق !! فرشحوا محامياً شاباً ، وصحفياً غير معروف ، ومعلمة لغة إنجليزية وصيدلانياً متخصصاً في كريمات تفتيح البشرة !!
وأرجع متحسراً .. متأسفاً على مستوى التقهقر السياسي المريع لأحزابنا السودانية ، متأملاً في صور أعضاء مجالس السيادة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ، فأجدهم أقماراً وشموساً ، بينهم رافع علم الاستقلال الزعيم “إسماعيل الأزهري” والقطب “خضر حمد” ، والرمز “أحمد محمد يس” والدكتور “عبدالحليم محمد” وغيرهم من القامات الطوال ، مقارناً بينهم ونكرات (قحت) وتجمع المهنيين ، فأسأل الله اللطف بشعبنا ، والفرج لبلادنا ، فقد طال ليل الحزن وتكاثرت علينا الحسرات من كل حدب وصوب .
فإذا كان مرشحوكم بهذا المستوى من التواضع ، فلم لا تدفعون بكباركم الذين فاوضوا المجلس العسكري فأفلحوا في تحقيق الاتفاق ، الدكتور “إبراهيم الأمين” والدكتورة “ابتسام سنهوري” ، والمهندس”عمر الدقير” والأستاذ”ساطع الحاج” وممثل للحركات المسلحة ، دون محاصصات جهوية ومناطقية سخيفة وممزقة للنسيج القومي ؟!

2

أسعدني جداً ، وأنا في رحلة علاج طويلة بالخارج – لم أشأ أن أشغل بها قرائي الأوفياء الأعزاء – أسعدني نبأ النجاح العظيم الذي حققه صديقي العمدة “سعد العمدة” ناشر صحيفة (الانتباهة) ، بفوزه برئاسة الاتحاد الأفريقي للهجن ، ليصبح السودان دولة المقر لاتحاد رياضي وحيد بين عشرات الرياضات التي ليس لممثلي الاتحادات السودانية رئاسة فيها ، فيما لا تُحظى بلادنا باحتضان أي مقر لاتحاد رياضي عربي أو أفريقي ، ونحن مؤسسو (الكاف) الاتحاد الأفريقي لكرة القدم من بين أربع دول سنة 1957م وكان الدكتور “عبدالحليم محمد” هو صاحب فكرة تأسيس (كاف) !! أليس مزعجاً هذا التراجع الكبير في كل شيء حتى في كرة القدم ؟
ألف مبروك للعمدة “سعد العمدة ” هذا النصر الكبير المستحق .. ومبروك للسودان .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية