عز الكلام

دفن الليل أب كراعاً بره!!

أم وضاح

الذين يظنون أن فساد الإنقاذ كان فقط فساد أشخاص أثروا واستغلوا مناصبهم ووظائفهم لمصلحتهم الشخصية، ضاربوا وسمسروا وجعلوا المنصب العام مجرد كبري للعلاقات العامة، هو شخص لا يرى من جبل جليد الفساد إلا رأسه فقط، والإنقاذ للأسف الشديد لم تحمِ فقط فساد أفراد، لكنها تكتمت وتسترت على فساد مؤسسات أضرت بالاقتصاد الوطني وتسببت في هذا التدهور الفظيع الذي وصلنا إليه وقضايا كثيرة تمت تغطيتها ودمدتها وحلحلتها بواسطة قانون التحلل الذي جعل البعض يسرق وهو يعلم أنه سيخرج مما سرق (بالزبدة) طالما أن لديه فرصة أن يتحلل ويتحلحل من غنيمته التي اغتنمها من غير وجه حق، لذلك ظللنا طوال السنوات الماضية نسمع ونشاهد فواصل من المسرحيات الغريبة التي تعرض على مسرح الأحداث ولا أحد يعرف من الجاني ومن المجني عليه، وخلونا نسترجع هذا التاريخ الأسود منذ زمن عمارات جامعة الرباط التي انهارت وضاعت الأموال التي دفعت فيها ولم نسمع عن شخص تمت مساءلته أو محاسبته أو تحميله المسؤولية الأخلاقية عن هذا الخطأ الذي هو مؤكد خطأ وجريمة مسؤولة عنها مؤسسات كاملة تعنيها مثل هذه المشاريع (ومات الموت على كده)، وها هو طريق أم درمان بارا أمس الأول، يفضح الفساد ونهب المال العام والطريق ينهار بجسوره كاملاً أمام أول امتحان مطيرة، مؤكداً أنه ليس طريقاً أسمنتياً، ولكنه طريق بسكوتي بجدارة، لنقل إنه آن أوان فتح ملفات هذه المشاريع الفاشلة
ومحاسبة كل شخص تسبب في فشل إداري أو فساد مالي، لأن مثل هذه الأخطاء الجسيمة لا تسقط بالتقادم، طالما أن فاتورتها يدفعها المواطن الآن وفي المستقبل، وها هم أمس، جموع من المواطنين الغلابة يدفعون الفاتورة وقد انقطع بهم السبيل ما بين أم درمان وبارا، وتم احتجازهم بلا أكل ولا شرب في وضع غاية في الخطورة واللا إنسانية، وهي نتيجة طبيعية لطريق لم تراعَ فيه المواصفات الهندسية الصحيحة، وها هي أول مطيرة تفضح دفن الليل أب كراعاً بره، لذلك نقول للسادة في المجلس العسكري وللسادة في الحكومة التي ستكون، إنه لا بد من فتح هذه الملفات وكشف المشاركين والمستفيدين والمتواطئين فيها، بدءاً من ملف سودانير وبواخر النقل التي شلعت وبيعت حديد خردة.. الخ من مؤسسات الدولة السودانية التي أصبحت أثراً بعد عين.
في كل الأحوال أرجو وحتى كتابة هذه الزاوية، أن يكون قد تم غوث ونجدة ركاب البصات الذين تقطعت بهم السبل بعد انهيار الطريق وأصبحوا محبوسين تتهددهم وعثاء السفر وغدر السيول والله يجازي الكان السبب.
} كلمة عزيزة
قبل يومين تم تداول صورة لبعض أعضاء تجمع المهنيين وهم يجلسون على نجيلة شركة الكهرباء، في ما قيل إنها جلسة استماع لمشاكل الكهرباء، ورغم أنني لا أعرف الصفة أو الوصف المهني والوظيفي لتدخلهم في هكذا مشكلة، والجالسون أحدهم رجل قانون والثاني طبيب، وهي برأيي ليست الطريقة المثلى أو الصحيحة لحل المشاكل والأزمات رغم الاحتفائية التي وجدتها القعدة والأخذ بظاهرها أكثر من جوهرها، لذلك إذا كانت قوى الحرية والتغيير جادة في صناعة تغيير حقيقي، فعليها أن تفارق طريق الهتافية والشوفونية وتبدأ العمل الممنهج العلمي الحقيقي، وتعرف أن التحدي أكبر مما نتخيل جميعنا.
} كلمة أعز
اعتقد أن بلادنا تعيش هذه الأيام فرصة ذهبية من أجواء الحرية، أرجو أن نستغلها للنقد البناء والتنوير الإيجابي إن كان فعلاً هدفنا مصلحة الوطن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية