عز الكلام

لماذا تسوء النهايات؟؟

أم وضاح

أصدر رئيس المجلس العسكري، الفريق أول “برهان” أمس الأول، حزمة من القرارات الاقتصادية المهمة التي من شأنها أن تصحح الكثير من الأوضاع غير الطبيعية، وتمسح باستيكة صفحة كاملة من الخيانة التي ارتكبت في حق شعبنا بسلسلة قرارات مخزية اتخذتها حكومة الإنقاذ لتحقيق مصالح وأهداف لوبيات فساد ومصالح أثرت وتضخمت ثرواتها على حساب هذا الشعب الصابر، وهذه القرارات التي تأخرت كثيراً كان لا بد أن يتخذها المجلس تحملاً لمسؤولياته التي تحتم عليه إيقاف جريمة ظلت تحدث جهاراً نهاراً، وهي تصدير إناث الماشية، هذا التصدير المعيب الذي أفقدنا مخزوننا الإستراتيجي من الماشية لحساب سماسرة ووسطاء وجشعين ظلوا ينهشون في لحمنا بلا رحمة، وشملت القرارات التي أصدرها رئيس المجلس الانتقالي إلغاء القرارات الجمهورية والوزارية التي تسمح بتصدير إناث الماشية مع وقف تصدير العينات المعملية والجينات الوراثية لإناث الماشية لأي غرض، إضافة إلى قرار آخر بعدم تصدير ذكور الماشية إلا بعد موافقة بنك السودان، ولعل هذه القرارات الجوهرية المهمة تؤكد أن المجلس العسكري قد بدأ في وضع يده على الأسباب الحقيقية للأزمات التي أصابت اقتصادنا في مقتل، ومثلت خيانة وجريمة تم السكوت عليها وحمايتها لمصلحة أشخاص للأسف باعوا مصلحة الجماعة من أجل مصلحة اتنين تلاتة كانت تنجر لمصلحتهم القرارات من هذه الشاكلة التي لم تراعِ ضميراً ولا ذمة ولا أخلاقاً.
وخلوني أقول إن المجلس العسكري مطلوب منه أن يواصل في اتخاذ القرارات التي يرى أنها ضرورية ومهمة وعاجلة، لأنه من غير المعقول أن تظل البلد بلا حكومة مدنية طوال أربعة شهور ماضيات ولا زالت الأزمات تتمدد وتتطاول، لأن حضرات السادة الأفندية يمارسون التطويل والجرجرة في تفاوض عقيم ما كان ينبغي أن يأخذ كل هذا الوقت من اللت والعجن وتتحول الثورة إلى صفقات سياسية لاقتسام السلطة والثروة، والسودان مشاكله معروفة وواضحة وظلت هي محور الفشل الذي لازم كل الحكومات السابقة بسبب أنها لم تملك الإرادة السياسية التي تنصف بها الهامش وتوزع الثروة بعدالة بعيداً عن احتكار المركز، ولم تجرؤ على كسر شوكة الفساد التي ظلت تطعن في ضمير الأمة حتى أفقدتها التوازن ووصلنا إلى ما وصلنا إليه، وظلت هذه المظالم سبباً ودافعاً لكل الثورات التي صنعها الشعب السوداني وواجه فيها أعتى الدكتاتوريات والأنظمة الشمولية، وأطاح بجبابرة، لكن للأسف دائماً لا نحسن النهايات بسبب واحد لا تاني له، إن الأحزاب السودانية سرعان ما تفيق من نشوة الثورة التي يصنعها الشارع وتصيبها نشوة السلطة وتزغلل عيونها الكراسي وتفقد الثورة ملامحها وتضيع في الزحام زي طفلة منسية.
ما أود أن أقوله إن القرارات التي اتخذها المجلس العسكري أصبحت ضرورية في ظل تأخير الاتفاق الذي بسببه تأخرت الحكومة المدنية التي كنا ننتظر تسميتها لتبدأ عجلة الحياة في الدوران بشكل طبيعي يضع حداً لمعاناة الناس وهمومهم الكبيرة التي لا ينفع أن تظل محبوسة في الأدراج حتى نخرج من دوامة الخلاف والاتفاق.
} كلمة عزيزة
ما قادرة أعفي الباشمهندس “عمر الدقير” وحزبه من التملص من تحمل المسؤولية في الفترة الانتقالية، صحيح الظروف التي تعيشها بلادنا صعبة، والأزمات متلاحقة وهي الظروف المناسبة ليطرح حزب المؤتمر السوداني حلوله ويساهم في التغيير الحقيقي، اللهم إلا إن كان “الدقير” يريد أن يحكم السودان بعد أن تحل مشاكله أو على الأقل يخرج من دائرة الخطر ومحيط الورطة أو بالدارجي كده يلقاها باردة.
} كلمة أعز
اللهم أحمِ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية