أن تسلم بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (اليوناميد) (13) موقعاً من مقارها إلى السلطات في الإقليم وفقاً لقرار المجلس العسكري الانتقالي رقم (203) بهدف الاستفادة منها واستغلالها في مشاريع مدنية ، يعتبر مؤشراً إيجابياً في عدد من المحاور منها أن دارفور أصبحت آمنة ولم تعد في حاجة لبقاء قوات دولية، وهذا لعمري مبشر طيب يتوافق والمرحلة الحالية التي تسعى لنشر وتوطين السلام وطي هذا الملف الذي طالما أرهق الحكومات في عدد من الولايات، على أن ملف دارفور كان أكثرها تشابكاً وأحدث زخماً على مستوى العالم حتى وبعد أن بدأ الإقليم في التعافي تدريجياً إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن وتتويج الأمر بخروج اليوناميد، بل وتحويل مقارها التي شرع في تقسيمها فعلياً لمصلحة مشاريع مدنية ومؤسسات خدمية. وبعد أن يتم الخروج بالكامل يتأكد تماماً أن السلام بات حقيقة ماثلة وليس محض لغو. والآن تبقت فقط للبعثة مهام تكميلية وتجميلية متمثلة بحسب الأخبار في بناء واستدامة السلام بدارفور.
وكان قد سبق للمجلس العسكري الانتقالي أن طلب تسليم هذه المقار للحكومة السودانية لكن ثمة لغطاً دار حول الأمر قبيل أن يتنزل لواقع وذلك بتنسيق كامل بين الأمم المتحدة وحكومة السودان في إطار الشراكة القائمة بينهما بغية تحقيق السلام في المنطقة، وقد سلمته البعثة فعلياً ستة مواقع بعدد من المناطق للاستفادة منها في إنشاء كليات جامعية، وثلاثة أخرى لذات الغرض لخدمة سكان تلكم المناطق. أيضاً ثمة مؤشر بأن هذه البادرة المباركة هي خطوة في طريق تبرئة السودان ورفع اسمه من قائمة الدول المتهمة بالإرهاب وخلافه، وجل أمنياتنا أن يسود السلام في بقية بقاع السودان جبال النوبة، وجنوب كردفان وغيرهما.
(2)
أعتقد أن تخلي أعضاء المجلس العسكري الانتقالي عن الحصانات القانونية التي أعلن عنها الفريق “ياسر العطا” والاكتفاء بالحصانات العسكرية يؤكد أن لا يد لهم في المشاركة بفض اعتصام القيادة الذي روج له رغم نفيهم، وحسب الكثيرون أن طلبهم للحصانة إنما هو خوف من عواقب تورطهم في هذا الأمر وإلا فما الداعي لطلبها وأصبحت مع غيرها من مطالب الطرف الثاني عقبة في إكمال نسبة التفاوض بنسبة 100%، ها هو الآن وبكامل إرادته يتخلى عنها مكتفياً بالحصانة العسكرية ما يؤكد ثقته في نفسه، وإنه لا يخشى أي ملاحقات، كما أن هذا التنازل الكريم يرفع الاتهام الذي تعرضت له أيضاً قوات الدعم السريع.. وهذه خطوة تحسب للمجلس العسكري الذي بدأ يقدم بيانات بالعمل في عدد من الأصعدة، ونتمنى أن يستمر التنازل من الطرفين، بل كل الأطراف من أجل الوطن.
(3)
أوشك الأسبوع الثالث من العام الدراسي أن ينقضي وعدد من المدارس الحكومية لم تتسلم بعد الكتاب المدرسي، وحتى لا يتضرّر الطلاب بدأ البعض امتلاكها بمجهودات فردية، وعليه نتساءل أين هي الجاهزية التي تحدثت عنها وزارة التربية والتعليم العام فإن لم تجهز الكتب وهي الأهم على الإطلاق، فعلى ماذا كنتم تعكفون طيلة الفترة التي سبقت العام الدراسي؟.
كذلك وفي الأسبوع الأول منه طالعت حواراً بواحدة من الصحف لمسؤول بالوزارة قال إنه لا زيادات في المدارس الخاصة وحتى تلك التي شرعت فيها تم استعادة الزيادة. لا أدري في أي وادٍ كان هذا الحدث، وخذها مني فإن وصلتك أخبار أو تكرمت بزيارة مدرسة واحدة وعممت القول هأنذا أفيدك أن الزيادات المبالغ فيها سارت بصورة كبيرة والمدارس (قبضت) على طريقة الأقساط فإن كنتم جادين في احتواء الأمر فأدركوا الأسر في بقية الأقساط.