.. بالرغم من الوعي المتأصل في المرأة السودانية التي دوماً ما اتصفت بالنضج الفطري والدراية المتوارثة فيها جيلاً بعد جيل.. إلا أن ما أظهرته أخيراً من اهتمام بالموضوع السياسي كان أمراً ملفتاً بحق وقد يكون أمراً طبيعياً منسحباً على كافة قطاعات الشعب السوداني الذي وجد نفسه وبعد ثلاثين عاماً منفتحاً ومع الرياح الثوري المتدفق على قضايا وهموم الوطن وفي هذا بدت حركة الشباب أكثر دفقاً وحيوية ومشاركة بعد حالة من السكون والجمود استمرت لسنوات طويلة خلفت عدداً كبيراً من الشباب العاطل الذي لم توفر له وظائف تستوعبه بمثل ما حرم حتى من نشاطاته الرياضية المحركة لطاقاته الشابة وقد اختفت روابط الناشئين وتم الاستيلاء على الساحات والميادين التي كانت متنفساً لحركته بجانب حرمانه من تفجير إبداعاته ومواهبه عبر المراكز الثقافية والأدبية .. كل هذا قاد الشباب من الجنسين للاستجابة الفورية والحاسمة والفاعلة لفعاليات ثورة ديسمبر ليكون وقودها ومحركها الأساسي .. وبعودة لاهتمام النساء وربات البيوت بالموضوع السياسي المتصل بالراهن المتحرك لحركة الثورة وتطورات مراحلها نجد أن النساء ظللن في حالة انتقال يومي (خاصة في أيام الثورة الملتهبة) من القنوات الفضائية وإلى مسؤولياتهن المنزلية اليومية وقد كان واضحاً في كل بيت حركة ربة المنزل من القنوات الفضائية خاصة (قناة الحدث) وإلى المطبخ حيث (حلة العدس).. تقليبة سريعة للحلة وإضافة التوم والبصل والماء ثم العودة لمنصة (قناة الحدث) لمتابعة أحداث الثورة .. هكذا في تكرار مُلفت طوال اليوم.. ولكن للأسف فقد استوت حلة العدس وتم تناولها وتبقت (حلة الحكومة الانتقالية) التي لا زالت (تجقجق) والمصيبة نحن كلنا بقينا ما عارفين بـ(تجقجق) بشنو بعد مولد أديس أبابا الذي جاء بزفته وجوقته ..