رأي

إلى ماذا يرمي تجمع المهنيين؟

أمل أبو القاسم

تناولت بالأمس خلال هذه المساحة الحديث عن قوات الدعم السريع، وكيف أنها تتعرض لاستهداف ممنهج ما يؤكد أنها تقف كشوكة حوت في حلق الكثيرين الذين لا يريدونها في المشهد البتة. كان مدحي يصفها ككل وإنجازاتها في حلحلة عدد من القضايا الأمنية لا تخطئها عين. لكن دعوني الآن أشير لبعض من مساوئ كتفلتات ترتكب من بعض أفرادها ليس خلال هذه الأحداث بل منذ فترة ولعل ذلك ما دفع البرلمان لإجازته ومصادقته بأن تكون القوات وتنخرط ضمن القوات المسلحة على أن تتبع في رئاستها للقائد الأعلى وقتها، وهي حالياً قانونياً تتبع للقوات المسلحة وتخضع إدارياً للقائد الفريق أول “حميدتي” وهذا يؤكد أنها قوات نظامية لمن يشككون في ذلك. قلت إن ثمة هنات يرتكبها بعض أفرادها منهم من يخضع للعقاب والمحاسبة ومنهم من يفلت منه ربما لاتساع رقعة انتشارهم. وصحيح أن كل القوات تتعرض لاستهداف بالتحرش بها وجرها للصدام بغية تشويهها لكن هنالك من يستجيب منهم لذلك تحت وطأة الاستفزاز. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد استقوى البعض منهم لاسيما هذه الأيام كون قائدهم أصبح في موضوع نفوذ فأصبح كمن هو عصي وأبعد من المساءلة، وما حادثة صدم أحدهم وهو في حالة سكر لأسرة كاملة ثم تهديده لنبطشية القسم المعني ببعيدة عن قولي.
لذلك ولأن هذه القوات أصبحت ذات شأو عظيم لدرجة لفتت فيها انتباه العالم لاسيما هذه الفترة وهي تنحاز للثورة وتمجد من الثوار قبيل أن ينقلبوا عليها ، لابد لقائدها من فلترتها وإخضاعها لقوانين صارمة والمحاسبة الفورية والعلنية لكل من يتجاوز حده وصلاحياته، وتسد بذا باب الذرائع والشتائم من المغرضين الذين حالت القوات دونهم وتنفيذ أجندتهم. وللذين ينادون بسحبها من العاصمة فقد وعد بسحبها تدريجياً متى ما توفر الأمن.
(2))
احترمنا مكون تجمع المهنيين عندما رفض الجلوس للتفاوض، وقال إنه غير راغب في المشاركة بالحكومة الانتقالية ويكتفي فقط بالمراقبة، وأحسنا فيه الظن بأنه وبعد أن أوصل الأمور لمرحلة التفاوض واطمأن إلى الأمر انسحب فأكبرنا تصرفه الذي ينم عن وطنية خالصة، لكن يبدو أنه كان يخطط لأمر آخر بعيد عن الوطنية، وقد عاد مجدداً للدعوة للخروج إلى الشارع بذرائع متعددة، وفي الأخير وبكل جرأة عاد لجدولة الخروج للشارع وإعادة إنتاج الثورة ويضرب بالمفاوضات عرض الحائط ،وهو يردد عبر بياناته (إذا تم الاتفاق أو لم يتم فنحن على الدرب سائرون نملأ الشوارع بالهتاف ونضيء الليالي بالتلاحم والالتفاف)، ترى لصالح من يخرج هؤلاء؟ وماذا يريدون تحديداً؟ وما هو موقف شركائهم من هذا العبث إن تم ووقع على التفاوض؟ إلى أين تقودون بلادنا؟ ثم هل سينقسم الشباب بين التجمع وبقية قوى الحرية والتغيير؟ هذا تحدٍ سافر وجر الوطن لمجهول أجزم أنهم يجهلونه، كما أن هذا سيجعلنا نستمسك بالعسكر والقوات الأمنية كافة، ففي وجودها أمان لنا لأنه يبدو أن القادم أسوأ.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية