. الآن وقد فشل المجلس العسكري وقوى الحُرية والتغيير وكافة الكيانات السياسية السودانية (بِما فيها الحزبان الكبيران التاريخيان حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي وأيضاً معهم الإسلاميين الذين شكلوا من بعد ثورة أبريل الضلع السياسي الثالث وكذا الحركات المسلحة على اختلافاتها ومعهم الوسطاء) فإن على هؤلاء جميعاً إفساح الساحة للعقول الوطنية الكبيرة لتقول كلمتها التي يتوافق عليها الجميع والتي تصبح هي القول الفصل الذي ليس فيه لَبْس ولا تلبيس ولا (تدبيس) وفي هذا البلد توجد مثل هذه العقول بحكمتها وعلمها وتجربتها المتنوعة والغنية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والمجتمعية وغيرها وهؤلاء ظاهرون للجميع كالأعلام التي على رؤوسها نار .. فقط المطلوب أن يتراجع جميع هؤلاء الفاشلين الذين هم في المشهد الآن ويتيحوا السانحة لهؤلاء ليسهموا بجهدهم في إخراجنا من هذا المأزق وهذه الحالة التي نعيشها والتي تهدد البلاد بكارثة حقيقية إذا لم يتم تدارك الأمر سريعاً وفوراً.. وهذه الدعوة ليست دعوة خيالية أو من باب التناول الإعلامي العابر ولكنها دعوة حقيقية للجميع للتواضع أمام نخبة يتم إعلانها من عدد من علمائنا وكبار مفكرينا ورجالات دولتنا على ألوان طيفهم وبعد أن يتم الاتفاق عليهم من قبل جميع الأطراف يترك لهم الأمر برمته ليقولوا كلمتهم بعيداً وبعيداً جداً عن الوسطاء الأجانب وعن الأقطاب الدولية التي ما تدخلت في بلد إلا وأورثته الضياع والهلاك.. أتركوا الأمر الآن لعقولنا الكبيرة لتعمل وتنجز لنا مخرجاً يكون لنا ملاذاً آمناً من أبواب جحيم يكاد أن يفتحها علينا ما نعيشه الآن من واقع متوجس يتوقع انفجاره بين لحظة قريبة وأخرى أقرب وثالثة يكاد لهيبها أن يمسك بتلابيبنا جميعاً.. ولا نريد أن نقولها هنا كما قالها نبي كريم لقومه العصاة : (يا قوم أليس منكم رجل رشيد؟!!) ..