أخيره

ليلة المولد .. التجلي والسحر الحلال في حب رسول الله!!

شهدت ليلة أمس الأول (الأربعاء) احتفالات (قفلة) ليلة المولد النبوي الشريف التي حظيت بحضور كثيف وإقبال منقطع النظير على باحات وساحات الاحتفال تخليداً لذكرى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم العطرة.. التي تحتفل بها كل بقاع السودان. والتحم الجمع صغاراً وكباراً شباباً وشباباً في ساحة ميدان الخليفة الأكثر إقبالاً لمواطني الخرطوم، إضافة للمتصوفة الذين يأتون خصيصاً من الولايات والأرياف للاحتفال في هذه الساحة العريقة، وبعد يوم (القفلة) ينفضون لمواصلة الاحتفالات بمناطقهم ومشيخاتهم.
أنين النوبة
وكانت مظاهر الاحتفال في غاية الروعة والدهشة هذا العام لكل الحضور خاصة مع دق النوبة والطبول والنحاس والذكر والدعاء، وتجلي هذا الحب في وجوه المحتفلين خاصة ظهور الدراويش وحيران مشايخ الطرق الصوفية بالأزياء المزركشة بالأخضر والأحمر والأبيض.
كما شهدت حلقات التجمع داخل الخيام المنارة بالألوان المزينة بالأنوار محاضرات ودروساً قيمة في السيرة النبوية حضرها الناس والرجال والأطفال معاً، بجانب ذلك لم تخلُ هذه الخيام من إكرام زائريها أحباب المصطفى الكرام بالفتة الشهيرة من اللحوم والزلابية مع شاي اللبن وعصير الكركدي بجانب القهوة ويتسابق الجميع في خدمة محبي النبي.
مهرجان الجذب الصوفي
وفي السياق قالت “حليمة محمد” إن النساء المتصوفات يأتين منذ اليوم الأول إلى احتفالات المولد ويتواجدن في الخيام لخدمة (خدام النبي) الذين يأتون ليحتفلون بميلاده العظيم كل يوم تأتي نسوة لليلة اليوم الختامي ولأنه مشهود فتتم التجهيزات مبكراً داخل الخيام والمنازل وتوزع هذه البركات على الجميع. ويضيف المواطن “محمد عثمان” الذي اصطحب معه أسرته أنه في كل عام للمولد يصطحب أولاده ولقرب منزله من ميدان الخليفة يستمتع كثيراً بين حلقات الذكر والوعظ والإنشاد الديني وأولاده يشتغلون مع حلاوة المولد وعرائسه ويتمايلون مع دقات النوبة وحركات الدراويش.
كما أكد بائع الحلوى “عبد الوهاب مختار” الذي يبيع حلاوة المولد من داخل ساحة ميدان الخليفة أن يوم (القفلة) يشهد دوماً إقبال كبيراً على الشراء وأنه حاول أن يرضي الكل فيترك كل من يأتي إلى محله يتذوق حلوته، حيث قسمها لقطع صغيرة وكان سعرها (5) جنيهات.
المولد زمان والآن
وشكل تواجد الطرق الصوفية إضافة لبقية التيارات الإسلامية الأخرى حضوراً مميزاً تحفه الأعلام والأنوار وكان اللافت هذا العام مشاركة جماعة “الأخوان المسلمون” التي غابت عن المشاركة في ساحات الاحتفالات بالمولد النبوي لعشرات السنوات.
 وقال “عياد محمد البلة” مدير مكتب المراقب العام للإخوان المسلمين عن أسباب غياب جماعته عن المولد النبوي ثم عودتهم مؤخراً، قال إن مشاركتهم انقطعت لأسباب عديدة فضل عدم الخوض فيها، مشيراً إلى أن احتفالات المولد خلال السنوات الماضية أصبحت تنحصر على الصوفية وأنصار السنة والهيئات الحكومية، ونفى أن “الأخوان” لديهم نظرة متطرفة للاحتفال بالمولد، ودشن الأخوان مشاركتهم هذا العام في خيمتهم خارج ميدان الخليفة، بمحاضرة قدمها “د. عبد الرحمن إسماعيل” عن تأصيل فكرة المشاركة في المولد وحب النبي، وأضاف: (بعيداً عن التطرف والمهاترات يكون الاحتفال جاذباً وصادقاً، وقد قدم الإخوان من خلال خيمتهم معرضاً ضم العديد من الكتب والمجلات الفكرية وكانت هنالك أيضاً ندوات تنافس هموم وقضايا الربيع العربي الإسلامي والأمة الإسلامية).
وشدد على أنه كانت ليلة المولد هادئة ولم تشهد أي صراعات أو احتكاكات كما العام الماضي بين المتطرفين والمتصوفين، ورغم الكم الهائل من الناس إلا أن تواجد الشرطة – رجالاً ونساءً – ساعد في انتظام حركة الدخول والخروج من وإلى ساحة الاحتفال.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية