رسائل
{ إلى اللواء “الهادي بشرى” حاكم النيل الأزرق: لم نطلق عليك صفة والٍ لأسباب لها علاقة بمرجعية وجودك في المنصب.. إذا أقبل أهل الولاية أو أدبروا فإن الكرسي الذي تجلس عليه من نصيب هؤلاء الغبش.. فرضت عليهم الحرب من قبل الحركة الشعبية وفُرض عليهم والٍ من المؤتمر الوطني، ولأننا نعرف فيك الزهد والتقوى وعفة اليد وطهرها نتوقع أن تتقدم باستقالتك من المنصب اليوم قبل الغد وأن تدع الجمل بما حمل!
{ إلى “حسن فضل المولى” مدير عام قناة (النيل الأزرق): لماذا إيقاف برنامج جماهيري ناجح مثل (أفراح أفراح) من منا لا تفرح بناته وإخوته ويتغنى في منزله يوم زواج أبنائه بالتراث من الدلوكة والسيرة؟ لماذا الإصغاء لجيوب التطرف التي تسعى لقتل مساحات الفرح وسط شعب تمددت أحزانه وفواجعه.. دع (النيل الأزرق) تبحر في فضاء المنوعات والتعبير عن ثقافة الشعب وآماله وطموحاته ولا تجعلها صورة أخرى لتلفزيون السودان الذي يتم وصفه (بالقومي) وما هو بقومي!
{ إلى وزير الصحة “بحر إدريس أبو قردة”: آخر ما صدر من كُتب في القاهرة كتاب ختان الذكور بين الدين والطب والثقافة والتاريخ للدكتورة “سهام عبد السلام” اقرأ الكتاب دون أفكار مسبقة وتأمل بعقلك ما ورد فيه من أراء ثم فكر وقدر في قضية ختان الذكور هل ستصبح يوماً ما مثل ختان الإناث ممنوعة بنصوص القانون؟
{ إلى “إدريس محمد عبد القادر” الوزير برئاسة الجمهورية: قبل أن تعود لجولة المفاوضات القادمة وقبل إعادة فتح ملف “أبيي” مرة أخرى.. افتح قلبك ومكتبك واصْغِ لما يقوله مسيرية آخرون من خارج أسوار المؤتمر الوطني، ولكنهم مثقفون لهم علاقة بالمجتمع الدولي وجذور عميقة وسط أهلهم وبصيرة وعقل.. أسمع لدكتور “علي جماع عبد الله” ود.” أبو القاسم بشير أبو ديك” و”لعمر سليمان آدم” و”الدبيلو” ربما تعثر على البغلة المفقودة.
{ إلى الأستاذ “عادل الباز” قبل أن تبحر مجدداً في دنياوات الحبر والورق والرقابة والرتابة وهاتف الصباح وآخر الليل تذكر مع “حسين خوجلي”:
بعد ختينا حيشان الصحف في ضهرنا
(يا الباقر) عقب جاتنا الصقور متقرنة
وينك الفي الغربة مو ودرنا
قل (للحاجة) عقب عادت ليالي سهرنا..
{ إلى العميد “محمد مركزو كوكو” المرشح اليوم وغداً لخلافة “هارون” في جبال النوبة: بعد تطاول بعض العنصريين على مقامك نقول لك ما قاله “الشريف زين العابدين الهندي”:
منو الزيَّك أصل موروث من الأجداد
منو الزيك ولد واستالد الأولاد
منو الزيك ببذ الدنيا موية وزاد..
السياسي تتناوشه الرماح، ولكن عليك مخاطبة أهلك وولايتك:
قشوا الدمعة من خد بت الرجال ما بحكموك أولاد
{ إلى “إبراهيم الشيخ” رئيس حزب المؤتمر السوداني: يعجبني فيك إصرارك على مواقفك وأطروحتك السياسية التي أخذت تنأى عن مشروع اليسار السوداني، ولا يعجبني خوضك لمعارك صغيرة مع أبناء عمومتك من القيادات المحلية وانحراف خطابك السياسي أحياناً للشطط و(شخصنة) القضايا العامة!
{ إلى “د. جلال يوسف الدقير” لماذا دائماً الآمال والرجاء فيك باقياً.. ولكنك صامت.. لا تقدم على مبادرات سياسية جريئة.. تستطيع لعب (أدوار) تاريخية لصالح تسويات كثيرة لك في “أبيي” ميدان خصب.. والعلاقة مع الجنوب وإصلاح ذات البين بين القبائل، فلماذا تخيب ظنون من حملوك في المآقي ويرتجون منك خيراً لمصلحة السودان لا الحزب الاتحادي الديمقراطي!