ربع مقال

عودة المدارس وعودة الإنترنت وعودة الحياة .. !!

د. خالد حسن لقمان

.. شعور مريح أصاب الجميع بعودة المدارس بولاية الخرطوم والولايات بعد فترة توقف قسرية استمرت طويلاً .. وبالرغم من الكلفة العالية والمتزايدة لحاجيات المدارس على أولياء الأمور مع الأسعار المتزايدة لكل شيء بما أرهق الجميع .. إلا أن فرحة هؤلاء الآباء والأمهات بعودة أبنائهم لمدارسهم لا يماثله أي شعور آخر و ليس شعور الآباء والأمهات فقط، بل كل الشارع السوداني بكل أفراده بدت عليه الراحة فمشهد تلاميذ المدارس وطلابها بزيهم المميز من الجنسين يعطي إحساساً بالاطمئنان والسكينة وهو الأمر الذي يبسط بالتأكيد الأمن والاستقرار المجتمعي، ولكن إلى متى سيستمر هذا الارتباط بين النشاط السياسي المتفاعل بالبلاد بين فترة وأخرى والوضع التعليمي من أدنى مستوياته في المدارس إلى الجامعات..؟ .. هذا الوضع وهذا الارتباط ورثناه وورثته حركتنا السياسية منذ استقلالنا كنتيجة طبيعية لقيادة الطبقة المتعلمة بالجامعات للحراك السياسي وقد كان أمراً حتمياً لخروج البلاد من فترة الاستعمار البغيض وبداية نهضتها وبناء مجتمعها، إلا أن استمراره طوال هذه العقود ليس بالأمر المحمود من جهة تأثيره السالب على استقرار التعليم العالي والعام وليس معنى هذا أن يتم عزل طلاب الجامعات عن الحياة العامة، ولكن المطلوب وضع ما يمنع تعطيل الدراسة على أي وضع كان وهو أمر يتطلب الكثير من الجهد لتجاوز ما هو موروث ومتحكم في حركة التعليم بالبلاد .. وجه آخر من وجوه عودة الحياة مثلها بالأمس عودة الإنترنت الذي تفاعل بعودته الشعب السوداني بفرحة كبيرة بعد انتصار ثورته ووصولها إلى أهدافها التي نرجو أن تتحقق بتلاحم كل الشعب دونما إقصاء أو عزل حتى لا تبقى بين أهله غبينة ولا ضغينة ولا غل .. سبحان الله خلال فترة وجيزة من الزمن استطاع الإعلام الجديد بوسائطه المختلفة وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي أن يغير نمط الحياة البشرية ويجعل أعضاءها على امتدادات مساحات وجودهم الشاسعة المتباعدة يتفاعلون معاً وبكل يسر بمختلف أوجه التبادل من صور وأحاديث وكتابات وقد أصبح كل فرد منهم إعلامياً وصحفياً شاملاً يضع المادة و يخرجها كيفما شاء ثم يرسلها لمن يشاء على أوسع نطاق شاء، بل وعبر هذه الأجهزة الذكية باتت تنهض المجتمعات والشعوب وتغير حكوماتها وواقعها لما تنشده من حياة جديدة معافاة .. اللهم لا تحرم أبناءنا من مدارسهم أبداً ولا تحرمنا من الإنترنت حتى ولو (طرشق) لا قدر الله – لا قدر الله – لا قدر الله اتفاق الحرية والتغيير مع العسكريين ..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية