*أفراد عملوا في الأجهزة الحكومية المختلفة في عهد الحكم السابق، لم نعرف لهم ألوان سياسية ولا هم وقفوا على أبوابها ولا السياسة ذاتها كانت تسأل عنهم ولم نسمعهم يذمون نظام حكم أو يمدحونه، فقد كانت حياتهم (حياداً) يمشي بهم بين البيت ومكان العمل والأسواق بعد صرف المرتبات، ويحصنهم ضد الانشغال بأطروحات تتحدث عن الثورات والانقلابات والقضايا الإقليمية والدولية.. لكن رغم ذلك فقد تمتعوا (بموهبة خارقة) في جني أكبر قدر من (المكاسب الخاصة)، يلونون من أجلها اللسان ويغيرون المزاج ويسقطون الحياد كلما لاح بريقها وسال لها اللعاب، فهم أصلاً لم يكونوا (مثاليين) في مواقفهم العادية، بل كانوا (ممثلين بارعين) عندما يحين قطف أي منفعة، فحينذاك يمكنهم جلب أطنان من (الثلج) وحاويات من (النفاق) وشاحنات من (الولاء الزائف).. وبالفعل استخدموا هذه الأدبيات (المثيرة للغثيان) وأوصلت الكثيرين منهم إلى الاتكاءة على وسائد من الثراء والرفاهية.
في مناسبة عامة اجتمع نفر من هؤلاء الضعفاء وسمعناهم يكيلون (الشتائم) لبعض رموز النظام السابق الذين نالوا منهم (قسطاً وافراً) من الخدمات بعد أن سحروهم بمعسول الكلام وجاءوا لهم بسحر عظيم.. حتى أن أحد المسؤولين السابقين حينما سألوه عن سر (الود) بينه وبين واحد من ثلة المنافقين، قال لهم: (بقدم لينا بعض النصائح!!).. المسؤول الكبير وقتها لم يعرف أن النصائح التي يرجوها لا تأتي من (ثعلب ماكر!!).
*واحد منهم قال إنه يملك قائمة بأعضاء المؤتمر الوطني العاملين في مؤسسة عامة وسيطالب بفصلهم ومحاسبتهم.. رد عليه آخر وسأله وهل وجودهم في الحزب جريمة؟!.. صمت برهة حتى فاجأه أحدهم بعبارة (صاعقة) حينما قال له: (طيب الناس الشبعوا زيك من جيب الجماعة ديل يعملوا ليهم شنو؟!).. انتفض صاحبنا مذعوراً وقال: (دا من عرق جبيني).. رد عليه الرجل وقال له: (يا أخي نسيت العملوه ليك فلان وفلان؟! ديل مش كانوا كيزان؟!).. صاحبنا حول مجرى الكلام وسأل عن سبب تأخر العشاء والعصائر.
*أمثال ذاك الرجل وجماعته، صرنا نجدهم في مناسبات ومواقف مختلفة، يتفيأون بذات الأدبيات والكلام الأجوف، وقد نسوا عمداً ماضيهم القريب وتحولوا لثوار أكثر ثورية من (المعارضين الحقيقيين) الذين نعرفهم جيداً.. وفي ذات المناسبة وخارج الصيوان رأيت واحداً من هؤلاء ينادونه (بالمناضل) ولا يعرف من يناديه أن جسده الضخم اكتنز من خيرات النظام السابق!!
*المنافقون ومغيرو جلودهم بهذه السرعة، هم (القتلة الحقيقيون) لأي نظام حكم، سواء كان ديمقراطياً أو عسكرياً، فهم (أس البلاء) ورؤوس الفساد، والآن يتزينون بألسنة كاذبة وادعاءات جوفاء استعداداً لنهش لحم الديمقراطية والوصول لعظمها ثم كسره.. وقد يصلوا لمبتغاهم.. فالثعالب الماكرة لا تعييها الحيل وبطونها الجائعة تستطعم كل لقمة خبز!!
(2)
*يسألونك عن الاتفاق!!
*الفريق “البرهان” يتحدث عن الاتفاق والعمل المشترك مع قوى الحرية والتغيير، والفريق (حميدتي) يتحدث عن الاتفاق مع كل الأطياف السياسية ولا إقصاء ولا ثنائية، وأحد عقلاء الحرية والتغيير يتحدث عن المصالحة الشاملة وعدم الإقصاء، وكيانات سياسية أخرى تجتمع ضد الاتفاق، وأطراف ثالثة تراه هشاً لا يقوى على الريح.. ترى أين تكمن الحقيقة؟