.. بالرغم من الارتياح الكبير الذي وصل للجميع عقب توقيع اتفاق التراضي بين المجلس العسكري و قوى الحرية والتغيير والذي تم توقيعه فجر الجمعة الماضية .. إلا أن هنالك هواجس كبيرة قد ولدت ساعة التوقيع نفسه بما يجعل القلق حاضراً في أذهان المراقبين والعامة من الناس تجاه أن تكون هنالك متاريس تنتظر من سيقود الحكومة التنفيذية خلال الفترة القصيرة القادمة لينقلب الحال فيضحى من قاموا بوضع المتاريس خلال فترة النضال الثوري في مواجهة متاريس من نوع آخر بعضها (صباهو) الوضع الاقتصادي المتأزم أصلاً في البلاد منذ سنوات طويلة تتابعت فيها الأزمات حتى صارت جبالاً وكثباناً يصعب تحريكها إلا عبر فعل خارق لا يدري أحد من يمكنه فعله وإنجازه كما أن بعضاً آخر من هذه المتاريس يخشى أن تضعها عدة جهات عبرت عن مواقفها الرافضة للاتفاق الثنائي بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، وهؤلاء ظهروا خلال الفترة الأخيرة على نحو مُلفت ومزعج ومنهم من انشق عن قوى الحرية والتغيير نفسها وشكّل له كيانات بديلة منها ما يشمل بعض الحركات المسلحة، وبعضها الآخر يضم عدداً مقدراً من شباب الثورة الذين أسسوا لهم كيانات ثورية جديدة .. ولكن يبدو أن المتاريس التي ستواجه الوزارة الوليدة لن تقتصر على فعل هؤلاء المعارضين أو المعترضين إذ إن هنالك قضايا ضخمة أكبر أثراً وأكثر أهمية تتصل بإدارة الاقتصاد ومواجهة صعوباته المعقدة والمتداخلة مع بعضها البعض، بجانب ملف العلاقات الخارجية الذي يبدو الآن أكثر تعقيداً من أي وقت مضى في ظل تناقضات عديدة يقف السودان بينها في موقف لا يحسد عليه بين أصدقاء قدامى غاضبين و آخرين جدد قلقين ومتحفزين ..