شهادتي لله

جبهة (غير) ثورية !!

حسناً فعل المجلس العسكري الانتقالي بإطلاق سراح أسرى الحركات المسلحة في دارفور أمس ، فهي بادرة حسن نوايا تجاه تحقيق السلام الشامل والكامل في السودان .
غير أن قرار سحب ممثل الحركات أو (الجبهة الثورية) في وفد التفاوض التابع لقوى إعلان الحرية والتغيير ، يكشف في ذات الوقت عن عقلية (محاصصة) وفكر (جهوي) ما زال يسيطر على قيادات حركات دارفور والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال .
سقط النظام السابق بثورة شباب المدن والأرياف ، وبدأت الثورة المدنية من جنوب النيل الأزرق من “الدمازين” ، ثم انطلقت إلى “عطبرة” في الشمال ، و”بورتسودان” في الشرق ، ثم “الخرطوم” ، ولم يسقط النظام بسلاح الحركات المسلحة التي فشلت في الإطاحة بحكم “البشير” ، حتى عندما غزت “أم درمان ” عام 2008 فشلت ، فدحرها الجيش بدبابة واحدة على كوبري (الإنقاذ) !!
الآن .. عادت أطماع تجار الحرب في دارفور ، وبدأوا لعبة المزايدة والابتزاز ، فلا هم قادة تحول سياسي ، ولا هم طلاب ديمقراطية وعدالة وسلام .
هم طلاب سلطة وكراسي ، قاتلوا من أجلها ، ولم يقاتلوا من أجل الحرية والعدالة والسلام ، وإلاّ لظلوا ضمن إطار قوى الحرية والتغيير ، غض النظر عن رأينا فيها ، يسندونها وتسندهم ، وقد تم الاتفاق بين جميع مكونات الثورة بما فيها المجلس العسكري ، بأن الستة أشهر الأولى من عمر الفترة الانتقالية ستكون مخصصة لتحقيق السلام بالاتفاق مع الحركات .
لكنهم متعجلون ومتعطشون للسلطة والثروة ، ولذا فإنهم حددوا لأنفسهم – لا لأهل دارفور وجبال النوبة – نسبة (35%) من مقاعد السلطة المركزية .. بما يفوق ما حصل عليه جنوب السودان في (نيفاشا) !!
تجار الحرب لا تسعدهم الثورات ، وهي ليست جزءاً من قاموسهم السياسي .
لا يهمهم ذهب “البشير” أم بقي ، الأهم هو الاتفاق الذي يحقق لهم ما يريدون من مناصب وامتيازات ، لهم ولأتباعهم ، لا لشعبهم النازح في المعسكرات واللاجئ خارج الحدود .
حزنت لانسحاب ” التوم هجو” من وفد تفاوض (قحت) مع المجلس العسكري ، لأن القضية ليست قضية حزب أو حركة ، بل المفروض أنها قضية وطن كبير يسعى أبناؤه لتحقيق استقراره وسلامه بالتأسيس لمبادئ حكم انتقالي ديمقراطي رشيد .
مؤسف حقاً حال هذه الجبهة (غير الثورية) .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية